Page 198 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 198
العـدد 23 196
نوفمبر ٢٠٢٠
مؤسسي البعث العربي. محمد جمال باروت محمد م .أرناؤوط فوزي الغزي
على الرغم من صغر سنه فقد
إلى رمزي الكهرمان .ومن قبل يرضي ،فأزاح الأوراق التي كتب،
تولى أبو الدستور السوري كان مدحت باشا ()1884 -1822 ومعها أزاح الدستور الملكي جانبًا
منصب القائمقام في حاصبيا وهجس أسيان« :ما ( )..من الحبر
ثم راشيا ،كما كان له الدور قد اشتهر بأنه أبو الدستور
العثماني ،كما اشتهر جيمس إلا الورق».
الرئيس في صياغة مواد ماديسون ( )1836 -1751بأنه
الدستور الثاني سنة ،1928 أبو الدستور الأمريكي ،ومحمد حجر السرائر:
وفي الدفاع عنه أمام المفوض شريف باشا ()1877 -1826
بأنه أبو الدستور المصري ،وعبد تحت عنوان (الدستور الملعون..
الفرنسي. الله السالم الصباح (-1895 مقتل فوزي الغزي) كتب الكاتب
ليس كل ذلك بالأهم في السردية والمخرج السوري فارس الذهبي
)1965بأنه أبو الدستور في نشرية تليفزيون سورية ،أن
الروائية ،فالأهم هو في النهاية الكويتي. قصة الغزي تصلح «لتكون رواية
المأساوية التي أسرعت إلى
أما أبو الدستور السوري فكان قد ربما أو حتى فيل ًما طوي ًل».
فوزي الغزي /رمزي الكهرمان، درس الحقوق في معهد الحقوق يبدو أ ْن لا علم للذهبي بأن أح ًدا
ثم تكشفت عن الجريمة التي في دمشق .وقد مضت به الرواية
تخلصت فيها الزوجة مع ابن إلى باريس من أجل الدكتوراه في قد فعلها ،وكتب .والحق أن
الحقوق .ويكمن في خلفية ذلك شخصية الشاب فوزي الغزي
عمها –عشيقها– من الزوج ،بينما أن الدراسة الجامعية للحقوق ( )1929 -1897قد سحرتني
ظل السؤال عن دو ٍر ما لفرنسا في طوال السنوات السبع التي نذرتها
والإدارة والسياسة لم تكن للنخبة لمدارات الشرق (.)1993 -1987
الجريمة معل ًقا. السورية وق ًفا على (الأستانة)،
في جنازة فوزي الغزي يوم /6 وكأنما كنت أكتنز قصة هذا
بل ثمة من ب ّكر إلى باريس أو إلى الشاب حتى آن الأوان ،فنذرت لها
ُ 1929 /7حمل ْت لافتة عليها الجامعة الأمريكية في بيروت. سنة ،2010وكان أن كتبت رواية
(مات أبو الدستور) .وفي رثائه
قال فارس الخوري –ج ّد الكاتبة وسيتكاثر القاصدون إلى باريس، (حجر السرائر) التي لاقيت بها
كوليت خوري« :-يبكيك أحرار ومنهم ،بعد رمزي الكهرمان، زلزال .2011
سوريا وأنت أخ /ويبكيك دستور
سوريا وأنت أ ُب» .كما قال فيه زكي الأرسوزي وصلاح الدين احتفظ فوزي الغزي في الرواية
أحمد شوقي« :يا واض َع الدستور البيطار وميشيل عفلق من بلقبه (أبو الدستور) وب ّدل اسمه
أمسى ك ُخلقه /ما فيه من َع َو ٍج
ولا هو ضيّق» .وقد حضر
من بيروت إلى دمشق للتعزية
بفوزي الغزي وفد صحافي ض َم
جبران التويني وكيل شمعون
و ..ومن نقابة المحامين حضر
عبد الله اليافي وحبيب أبو شهلا.
كما حضر مصطفى الغلاييني
ورياض الصلح وعفيف الصلح،
ومن صيدا الشيخ عارف الزين.
بعد عشرات السنين يكتب المؤرخ
شمس الدين العجلاني (-1951
)2018أن مقتل فوزي الغزي