Page 59 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020

‫‪57‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫شعــر‬

‫كن مقتضبًا‬ ‫مصيرهما‪ ،‬بعد رحيلي‪ ،‬بالأمس عرفت أن السكان‬
‫وشجا ًعا ‪-‬كما عرفناك‪-‬‬ ‫الجدد قطعوا الشجرتين‪ ،‬وفي قلبي سقطت ورقة‬

‫أنت «أمجد ناصر»‬ ‫شجر‪ ،‬كأنها صخرة‪ ،‬تتدحرج‪ ،‬أو كأنها سلام‬
‫لم يتغير شيء فيك‬ ‫أخير يلوح في الفراغ‪ ،‬في ذاكرة امتلأت تما ًما‬
‫حتى الندبة التي في قلبك‬ ‫بالقرابين‪.‬‬

‫قد انمحت الآن‬ ‫***‬
‫فصرت «أجملنا»‬
‫بخصلة شعر على جبينك‬ ‫هناك‪ ..‬ستقطف أول ثمار العزلة‪..‬‬
‫كعلامة تندس في كتاب‬ ‫أظنها نضجت‪..‬‬
‫لم تكتمل قراءته مؤقتًا‪.‬‬
‫لأن هات ًفا رن في غرفتك‬ ‫سيسألونك أين «رعاة العزلة» أصدقاؤك؟‬
‫واستغرق الوجود في الثرثرة‬ ‫قل إنك سبقتهم‪..‬‬
‫حين قررت أن تتجاهله وتكتب قصيدتك الأخيرة‬
‫لا كي تواجه الموت (كما يظن البلهاء)‬ ‫قل إنك كنت «متعج ًل» فحسب‪..‬‬
‫بل كي تصير محض شعر‬ ‫(لا تقل إنا كسالى)‬
‫وكي يظل الكتاب مغل ًقا‬
‫بتلك العلامة بين دفتيه‬ ‫كن حذ ًرا يا صديقي فهم لا يحبون في هذا العالم‬
‫لا أحد سيكون بإمكانه أن يمسسها يا صديقي‬ ‫الآخر كلمات مثل «الموت»‬
‫لا أحد ‪-‬سواك‪ -‬سيتحمل‬ ‫ولا معنى لها هناك‬

‫كل هذا الرعب‪.‬‬ ‫قل لهم إن رفقاءك يلمون «أثر العابر» من كل‬
‫الطرقات التي ساروا فيها معك‬

‫يلمونها أث ًرا أث ًرا كأنهم يقطفون أزهار ياسمين‬
‫الأرض كلها‬

‫ليلحقوا بك ويقدموها لك في عيد ميلادك القادم‬
‫وأنك ستنتظرهم ضج ًرا‬

‫لأنك ستوحشك رائحة الياسمين‬
‫لا كلمة أبعد من هذا‬