Page 58 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 58

‫العـدد ‪23‬‬    ‫‪56‬‬

                                                     ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

                                    ‫فتجمد المرأة‬                                             ‫وأمحوك‬
                           ‫كأنها كانت قطرة ماء‬                                                 ‫بسلام‬

                                 ‫ويصبح المشهد‬                                               ‫وأنا أتربع‬
                                 ‫خريفيًّا وعاد ًّيا‬                                ‫في شوارع الشمس‬
                                 ‫لا‪ ..‬بل مضج ًرا‬
                                                                        ‫***‬
                                     ‫كأنه ملاءة‬
                ‫يرمي الحزن جسده الثقيل فوقها‬                                      ‫الضجر يشبه الحزن‬
                                                                                    ‫لكنه أكثر خفة منه‬
                            ‫ويستغرق في النوم‪.‬‬
                                                                           ‫الضجر ملاءة يطيرها الهواء‬
                 ‫**‬                                                              ‫والحزن مشبك غسيل‬
                                                                                    ‫يمسكها من أذنيها‬
    ‫وداعا «بيتي» القديم‪ ..‬ستتبخر ذكرياتي فيه‪..‬‬                                           ‫كي لا تتوهم‬
‫وربما تصير سحابة تمطر فلا أعرفها‪ ..‬حين نكبر‬                                               ‫أنها سحابة‬
 ‫لا يكون لنا سوى اختيار واحد ووحيد‪ ..‬ويصير‬
 ‫الزمن الباقي لنا نفسه مجرد سحابة تعبر‪ ..‬هكذا‬                                  ‫ثمة ماء ينهمر في رأسي‬
                                                                                        ‫وأنا أكتب هذا‬
     ‫يمكننا أن نعيش ما تبقى‪ ..‬ونرتشفه بهدوء‪..‬‬                                              ‫ماء كشلال‬
‫قطرة قطرة‪ ..‬دون ندم‪ ..‬دون مرارات‪ ..‬هكذا نعود‬                                              ‫تتقافز تحته‬
‫أطفا ًل بسمت شيوخ‪ ،‬يبنون‪ -‬من جديد‪ -‬ودائ ًما‪-‬‬                                              ‫امرأة عارية‬

      ‫من جديد‪ -‬بيو ًتا هشة من رمل الشواطيء!‬                                           ‫تضحك صاخبة‬
                                                                                     ‫ربما تكون فرحة‬
                ‫***‬                                                                 ‫وربما تكون ملاءة‬

  ‫كان ودا ًعا مهيبًا ذات فجر‪ ،‬وقبل أن أرحل بعدة‬                                           ‫يطيرها الماء‬
   ‫أيام‪ ،‬جلست وحدي أنظر إليهما‪ ،‬سالت دموعي‬                                     ‫يجمد ماء الشلال فجأة‬
‫فاهتزت فروع الشجرتين المهيبتين أمام بيتي‪ ،‬كنا‬                     ‫كمن يتهيأ لالتقاط صورة فوتوغرافية‬
‫أصدقاء‪ ،‬لكن الرحيل قاس كأي رحيل‪ ،‬وكنت أعلم‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63