Page 57 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020

‫‪55‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫شعــر‬

‫وسيحدث دائ ًما‪ ،‬وللأبد‪..‬‬ ‫تتأمل رشاش مياه‪ ،‬منهم ًكا في ري حديقة‬
‫في موعد نومي الروتيني‬ ‫من شرفتها العالية‬

‫كل فجر‪.‬‬ ‫وهي تستند بكوعيها على إفريزها‬
‫وتدخن‪..‬‬
‫***‬
‫وبينما تتعجل انتهاء المشهد‬
‫كوني قوية‬ ‫ستلقي الملائكة أمامها بكل خرائط الأبدية‬
‫كغابة موحشة‬
‫لكنها تكره الجغرافيا‪ ،‬على أية حال‬
‫كليل أحكم ْت أبوابه‬ ‫وسترتبك أمام كل تلك الخيارات‬
‫فترقرق النوم على جدرانها‬ ‫أنا أعرف روحي‬
‫وأعرف أنها ستختار حت ًما‬
‫كفراغ ينتظر أن ُيطفأ نور النافذة البعيدة‬ ‫أن تكون محض كومة قش‬
‫كي يكتمل‬ ‫في حظيرة لدجاجات ثرثارة‬
‫تنفلت إحداهن وحدها‬
‫أو كمرآة‬ ‫ثم تصمت فجأة‬
‫حوصر الماء فيها‬ ‫وتنبش القش برفق‬
‫تتألم قلي ًل‬
‫فتجمد‬ ‫وهي تضع بيضة دافئة‬
‫كي لا تنزلق عليه الوجوه‬ ‫وتحوطها بجناحيها‬
‫قد تمتد يد متعجلة لتسرقها‬
‫كوني قوية‬ ‫أو قد تنتظر‬
‫كي أتركك تسيرين إلى جواري كظل‬
‫لكن هذا سيحدث‪ ،‬كما حلمت تما ًما‬
‫نعم‪ ..‬كما حلمت‬