Page 56 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 56

‫العـدد ‪23‬‬                    ‫‪54‬‬

                                          ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫فاطمة قنديل‬

‫قصائد‬

  ‫تدعك تستغرق في النوم‪ ،‬ستسمح لك‪ ،‬بحن ٍّو‪ ،‬أن‬                                      ‫أيتها الحدائق‬
‫ترتاح قلي ًل ثم تزيح رأسك ‪-‬بهدوء‪ -‬عنها‪ ،‬وربما‬                                   ‫المبتلة بتجلي الإله‬
‫تنتظر حتى تطمئن إلى أنك قد بدأت تمسح دموعك‬
‫وتعاود النظر في المرايا‪ ،‬الأكتاف الضعيفة تشتهي‬                                      ‫في آخر الليل‬
                                                                               ‫الخضراء كالحنين‬
  ‫رأسك كتفاحة‪ ،‬لكنها تتورم حين تضعها عليها‪،‬‬                  ‫أرى العشاق يتعانقون ‪-‬خلسة‪ -‬في ِك‬
 ‫قد توهمك للحظة أنها وسادة‪ ،‬لكنك ستضطر أن‬                                     ‫كي نظنهم أشجا ًرا‬
  ‫تنزع رأسك عنها فو ًرا حين تسمعها تتأوه‪ ،‬وقد‬                    ‫أرى الأطفال يعبثون ويصرخون‬
 ‫يضطرها الألم ‪-‬إن لم تنتبه‪ -‬إلى أن تزيح رأسك‬                      ‫كأنهم أعتِقوا –للتو‪ -‬من الجحيم‬
  ‫بعنف عنها‪ ،‬فيلتصق شيء منه على سطحها مما‬                                    ‫وأرى السماء تبتسم‬
 ‫يجعلك تتحاشى المرايا‪ ،‬لبعض الوقت‪ ،‬فقط‪ ،‬حتى‬                                   ‫في مرآتها ال ُخضرة‬
                                                                                ‫في مرآتها العشب‬
                        ‫يستعيد وجهك ملامحه‪.‬‬                     ‫في الماء المترقرق على وجهه المتعب‬
                    ‫***‬                                                         ‫أنا الجالسة هناك‬
                                                                            ‫على كرسي كأنه نجم‬
                                  ‫سأموت فج ًرا‬                            ‫لا سماء سوى الأخضر‬
   ‫وفي الموعد نفسه‪ ،‬الذي أستسلم للنوم فيه‪ ،‬كل‬
                                                                                     ‫يبرق فجأة‬
                                           ‫ليلة‪.‬‬                                ‫ثم يسحب وجهه‬
                          ‫لن ترحل روحي بعي ًدا‬
                  ‫ستبقى على مقربة من جسدي‬                                         ‫بعي ًدا عن المرآة‬
                                                                               ‫ويغوص في الليل‪.‬‬
                                 ‫لساعات طويلة‬                        ‫***‬
                        ‫سترقب الماء وهو يغسله‬     ‫الأكتاف القوية خشنة‪ ،‬وأنا أضع رأسي عليها في‬
                                                  ‫لحظات ضعفي وأبكي‪ ،‬الأكتاف القوية الخشنة لا‬
                               ‫في الوداع الأخير‬
                              ‫بشيء من الضجر‬

                                          ‫كأنها‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61