Page 54 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 54
العـدد 23 52
نوفمبر ٢٠٢٠
حجر إلى رأسه من قبل صبي ،وذهب إلى الصيدلية مساعد وتوقفت عندها على بعد كيلو مترات من
مدعيًا أنه من السودان حتى يقوم الصيدلاني الليبي الحدود ولم تتوغل ،بينما الطائرات المصرية
بإسعافه ،وحين كان يجلس وراء (شباك التذاكر) قصفت القاعدة الجوية في طبرق ”..ص .93وكان
أتي له مدرس مصري وقال له أن صبيًّا تسلق انعكاس هذه الأحداث على المصريين المتواجدين
في ليبيا كالآتي:
السور وتبول عليه ،وحين ذهب ليشكو في مركز
الشرطة صرفه الشرطي قائ ًل :أن هذا قليل ()... -1أن الأطفال حملوا الحجارة وأكياس القاذروات
وأثناء هذا الحوار بالمصري بين السادر والمدرس وأخذوا يضربون مواقع المصريين.
انتبه أحد الليبيين (وكان يعمل ضاب ًطا في الأمن
مرتد ًيا ملابس مدنية) ،وجره إلى الحجز قائ ًل له: -2لم يكتفوا بذلك بل ضربوا حصا ًرا حول
رغم أنك أسود البشرة إلا أنك مصري ،فقال له أنا مساكنهم ،وأن قذفهم بالحجارة والقاذروات لم
من النوبة والنوبة بجوار السودان ،ولكن تم اقتياره
يتوقف لحظة.
إلى مركز الشرطة وتم وضعه في الحبس حتى -3تسوروا عليهم الأسوار وكانوا يضربونهم
تدخل البعض (ومنهم سفير ليبيا في اليونان) ،وتم بأكياس (البراز) والماء العفن وكل ما يخطر لك
الإفراج عنه ،متحد ًثا عن كيف أن الغرياني قد ذهب
إلى المحبس وأوغر صدور من فيه ضده وكيف أنه على بال من أوساخ.
-4يعترضون طريق أي مصري ويتعرفون عليه
كان يعمل في الجيش ،وأن جواز سفره به :على حتى لو حاول الاختفاء (بارتداء الثوب الليبي) أو
المعاش وبجوازه وظيفة نقاش.
تظاهر ببعض الكلمات الليبية.
الفصل الحادي عشر :شمعة وسط -5في حال إصابة المصرى بأي جراح وذهابه إلى
الظلام الدامس المستشفيات كانت الأوامر عدم استقباله أو تقديم
تناول حكاية صبى أرسله والده (بحلة كسكي) لهم أي علاج له وطرده فو ًرا.
في المسكن ،وظل معهم يقضي طلباتهم من السوق -6نفس الشيء فيما يتعلق في حال ذهابه إلى
ويصد عنهم غارات الأطفال حتى جاء والده (في الصيدليات إذ كانت الأوامر ممنوع إسعاف أي
اليوم الثالث لاندلاع الحرب) ،وحمل كل المصريين
في سيارته نصف النقل واستضافهم في شقة بحي مصري.
الأندلس الراقي ،بها كافة الكماليات وبدون إيجار -7حكاية (رحي البطمه) ،أي الضغط على الزر
حتى تنقشع الغمة ،وقد لاحظ أنه كان ثر ًّيا ويمتلك
توكيل عدة شركات للسيارات ،حتى صدر قانون: حيث كان الزعيم يجرى استعرا ًضا لقواته
شركاء لا أجراء وتآمر عليه ملاحظ العمال ،وكان العسكرية في ذكري الفاتح من سبتمبر ،وكان
بينهما مشاحنات من قبل لكثرة تغيبه عن العمل، المذيع يبالغ في الوصف والعرض ،وحين مرت
فانتهز فرصة صدور القانون وانتزع منه الإدارة
في الانتخابات ،وزيادة في التنكيل أسند إليه مهمة عربة تحمل صواريخ قال المذيع إنها عابرة
حراسة مقر التوكيل لي ًل ،فانسحب وقبع في منزله للقارات ،وأن الزعيم لو ضغط على زر لانطلقت
وحاول الهرب بأسرته وتم القبض عليه على الحدود هذه الصواريخ عابرة للقارات ..هذه الأكاذيب
التونسية وأعادوه ودخل في مفاوضات مع العقيد كي تمنى حدوثها بعض الليبيين حيث كانوا يريدون
يتنازل عن كل ممتلكاته في مقابل أن يتركه يعيش في من الزعيم أن يوجه هذه الصواريخ تجاه مصر،
مصر ،المفاوضات تعثرت ولولا أنه من عائلة كبيرة
ومعروفة لكان قد أعدم. وأن يطلق أو يضغط على الزر حتى تتلاشى
مصر من الوجود ،وقد أفهم السارد لمحدثه هذه
الأكاذيب ،وأن الزعيم (ف َّشار) وأنه من طراز (أبو
لمعه المصري).
الفصل العاشر :فروخ الحجارة
في هذا الفصل يتناول السارد جانبًا من المأساة التي
تعرض لها ،إذ كان يسير في الشارع وتم تصويب