Page 49 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 49

‫رغم إلحاق ابن الكفيل مؤلف الرواية‬

‫بالعمل في المؤسسة إلا أن المصريين‬                  ‫‪“ -1‬أن الكفيل الليبي قد رفع يده‬

‫رفضوا أن يسكن معهم‪ ،‬واضطر‬                             ‫الطويلة إلى آخر المدى وبكل الغل‬
                                                   ‫والغيظ والإحباط هوى بكفه الخشنة‬

‫لأيام أن ينام في الحديقة المجاورة‬                  ‫على صدغ مبيض المحارة المحتال في‬

‫للمؤسسة محتضًنا حقيبته وهو في‬                      ‫صفعه دويت كالقنبلة وبصق على‬
                                                       ‫وجهه سا ًّبا‪ :‬قواد ولد قحبة‪.‬‬
                                                   ‫‪ -2‬أن السبب في ذلك أن هذا الرجل‬
‫حال توتر ويقظة دائمين خو ًفا من‬
                                                     ‫(مبيض المحارة) قد أتى بعمال غير‬
‫سطو (التوانسة) عليها وأخذ ما معه‪ ،‬أو‬               ‫مهرة للعمل في (المعمار في ليبيا) وهم‬

‫مطاردة الشرطة له رغم أن أوراقه سليمة‬               ‫لا يعرفون في المعمار أي شيء إلا‬

                                                   ‫ناد ًرا‪.‬‬
                                                   ‫‪ -3‬أن مبيض المحارة هذا قد أخذ‬

                                                   ‫يتذلل لهذا الكفيل حتى يسامحه إلا‬

‫الكفيل‪ ،‬بيد أن الكفيل ركله بعي ًدا بالحذاء فارتطم‬                                       ‫أنه رفض‪.‬‬
                                    ‫بالجدار‪.‬‬          ‫‪ -4‬أن الكفيل قد طلب من المصريين أن يشهدوا‬
                                                   ‫معه لدى الجهات الحكومية فوافقوا بلا تردد (المهم‬
 ‫‪ -8‬ذكر له السارد أن يكف عن هذا الاستخدام‬          ‫أن يبقوا على رأس العمل ومن أجل ذلك فليحدث ما‬
  ‫وعليه أن يحفظ كرامته (وكرامتنا كمصريين)‬
‫لأنه بعد ذلك لم يبق إلا أن (ينزل سرواله للكفيل‬                                            ‫يحدث)‪.‬‬
                                                    ‫‪ -5‬نعلم أن الكفيل لم يذهب مع هؤلاء العمال إلى‬
                                     ‫حتى‪.)..‬‬          ‫الشرطة أو حتى إلى وزارة القوى العاملة‪ ،‬ولكن‬
 ‫‪ -9‬أصبحت مهمة العمال غير المهرة أن يعملوا‬         ‫ذهب إلى اللجان الشعبية وتحدث مع أعضاء اللجان‬

‫“تطلعوا رمل‪ ..‬تشيلوا تراب‪ ..‬تحفروا‪ ..‬أي حاجة‪..‬‬     ‫باللجهة الليبية‪ ،‬حيث ذكر لهم أن هذا العامل‬

‫(مبيض المحارة) كان يسب وينتقد الزعيم‪ ،‬وبعد أن موافقين؟‬
‫‪ -10‬رغم هذا فإن يوميتهم (في حال العمل فقط)‬
                                                   ‫انتهي من ذكر ذلك (باللهجة الليبية) غير المعروفة‬
    ‫تكون اتنين جنيه‪ ،‬ومافيش تحويل فلوس ولا‬
                ‫إقامة‪ ،‬ورغم ذلك وافقوا ص‪.12‬‬          ‫للعمال المصريين القادمين ت ًّوا إلى ليبيا‪ ،‬قال لهم‬
                                                   ‫الكفيل‪ :‬صح ما ذكرته؟ قالوا جمي ًعا صح‪ ،‬وبعد أن‬
‫‪ -11‬يذكر السارد أن الحياة قد ضاقت به‪ ،‬وتحت‬         ‫عادوا جمي ًعا أتى أفراد من اللجان الشعبية للقبض‬
‫إلحاح زوجته قرر الخروج إلى بلاد الله‪ ..‬وقد ذكر‬
                                                     ‫عليه واقتياده إلى مصيره المظلم والمجهول‪ ،‬حيث‬
‫العديد من المواقف الاحتياجية مثل ذهاب أطفاله‬
                                                   ‫من الممكن التسامح مع أي اتهامات إلا تهمة سب‬
‫إلى الجيران لمشاهدة التليفزيون الملون‪ ،‬فهو لم يكن‬
                                                   ‫أو انتقاد الزعيم‪ ،‬والذي يكون مصير مثل هذا‬
‫يمتلك جهاز تليفزيون‪.‬‬
                                                   ‫الشخص القتل والتعذيب والإعدام‪.‬‬
‫‪ -6‬نعلم من سياق السرد أن (مبيض المحارة) هذا ‪ -12‬ذكر أن الأديب يوسف السباعي حاول‬
‫مساعدته كما فعل مع غيره‪ ،‬إلا أن الأجر الذي‬
                                                   ‫قد قدم العديد من التنازلات للكفيل الليبي إبان‬
‫يحصل عليه من العمل الثقافي‪ ،‬وكذا معاش القوات‬
                                                   ‫تواجده في مصر‪ ،‬حيث زوجه أخته عرفيًّا نظير‬
‫المسلحة‪ ،‬قد أصبحا عاجزين عن عدم الوفاء‬             ‫مبلغ ‪ 1000‬جنيه فقط‪ ،‬ويتذلل إليه ويعده أنه‬

‫بالاحتياجات الضرورية‪.‬‬                              ‫سوف يزوجه أخته الصغرى مجا ًنا‪ ،‬ولكن الكفيل‬

‫رفض وأصر على تسليمه إلى رجال اللجان الشعبية‪ -13 .‬رغم تواجد عدة توصيات للعمل في المجال‬

‫الثقافي إلا أن الثقافة (وكتابة القصص) لا تؤكل‬        ‫‪ -7‬ك ٌّم هائل من التذلل والقهر والرغبة في تقبيل‬
   ‫خب ًزا‪ ،‬كما أنه قدم إلى ليبيا في توقيت سيئ‪،‬‬     ‫حذائه بل انحنى فع ًل (مبيض المحارة) لتقبيل حذاء‬
   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54