Page 48 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 48

‫العـدد ‪23‬‬               ‫‪46‬‬

                                                    ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

                           ‫الحالقين خارج ليبيا‪.‬‬         ‫موظ ًفا في شركة المقاولين العرب للاستثمار في‬
   ‫ج‪ -‬من ظل وعمل في مهنته كحلاق فهو مطارد‬              ‫الفترة من عام ‪ 1981‬وحتى عام ‪ ،2000‬والأهم‬
                                                     ‫أنه تأثر بالأدباء الروس الكبار‪ ،‬وكذلك العديد من‬
                ‫ويستوجب عليه العقاب والحبس‪.‬‬           ‫الأدباء المصريين والعرب‪ ،‬وكان عض ًوا في العديد‬
‫د‪ -‬استمرت الحلاقة في الأزقة والشوارع الجانبية‬       ‫من النقابات والجمعيات‪ ،‬ونشر العديد من الروايات‬
                                                        ‫والمجموعات القصصية‪ ،‬وحصل على العديد من‬
                                  ‫تمارس س ًرا‪.‬‬        ‫الجوائز‪ ،‬كما ترجمت العديد من أعماله إلى اللغات‬
        ‫ه‪ -‬تم تفسير هذا الأمر من قبل العديد من‬          ‫الأجنبية مثل روايات‪ :‬دنقله‪ ،‬والنوبي‪ ،‬وانفجار‬
    ‫الليبين بأنه “ربما حلم بأن الحلاق ذبحه‪ ..‬هو‬
    ‫رجل وسواس وخواف مثلما خاف من الرجال‬                            ‫جمجمة‪ ،‬وتحت خط الفقر وغيرها‪.‬‬
    ‫وجعل كل مراته من الفتيات” ص‪ .89‬وأن هذا‬
 ‫الحاكم –هكذا السارد– قد ذكره بجنون وشطحات‬                         ‫الرواية‬
   ‫الحاكم بأمر الله‪ ،‬الذي منع أكل الملوخية‪ ..‬حكام‬
‫ظرفاء يضحكوننا بشطحاتهم” ص‪( .89‬مع الأخذ‬                 ‫رواية الزعيم يحلق شعره ‪-‬صدرت رواية عام‬
    ‫في الاعتبار أن ابن مماتي قد ألف كتا ًبا بعنوان‬    ‫‪ 2009‬عن مؤسسة وعد بالقاهرة‪ -‬تتناول واق ًعا‬
     ‫“الفاشوش في حكم قراقوش‪ ،‬حيث سخر من‬
  ‫الوزير‪ :‬بهاء الدين قراقوش وزير الضبط والربط‬           ‫من مقتطفات حياة المصريين في ليبيا‪ ،‬والرواية‬
  ‫‪-‬أو ما نسميه الآن بوزير الداخلية‪ -‬حيث رصد‬          ‫متوسطة الحجم تبلغ تقريبًا ‪ 130‬صفحة ومقسمة‬
      ‫العديد من شطحات هذا الوزير‪ ..‬فهل سنجد‬         ‫إلى ‪ 14‬فص ًل‪ ،‬مع الأخذ في الاعتبار أن كل فصل قد‬
     ‫مستقب ًل أحد الكتاب يتصدى لرصد شطحات‬
‫وغرائب الزعيم معمر القذافي وفي أكثر من رواية أو‬                                     ‫أتكأ على أمرين‪:‬‬
                                                                            ‫الأول‪ :‬عنوان لكل فصل‪.‬‬
                ‫في دراسات نفسية‪ /‬اجتماعية؟)‪.‬‬                                 ‫الثاني‪ :‬رقم لكل فصل‪.‬‬
                                                        ‫عنوان الرواية‪ :‬الزعيم يحلق شعره هو عنوان‬
            ‫تحليل الرواية‬                           ‫الفصل رقم (‪ ،)8‬ويتناول جانبًا من عجائب الزعيم‬
                                                     ‫القائد معمر القذافي‪ ،‬حيث أعلن في هذا الخطاب أن‬
   ‫سوف نقوم بقراءة‬                                                       ‫كل شخص في ليبيا يجب أن‬
 ‫نفسية لكل على حدة‪،‬‬                                                        ‫(يتزين بنفسه)‪ ،‬أي يحلق‬
                                                                          ‫ويهذب شعره بنفسه دون‬
    ‫ونخرج في النهاية‬                                                   ‫حاجة إلى (حلاق) أو (مزين)‪،‬‬
  ‫لنقدم مجمل تركيب‬                                                      ‫ورغم الاعتراض المستتر على‬
   ‫لأحداث وشخوص‬                                                             ‫هذا الأمر «إذ تستطيع أن‬
                                                                           ‫تحلق أي شعر في جسدك‬
             ‫الرواية‪.‬‬                                                   ‫ولكن كيف لك أن تحلق شعر‬

  ‫الفصل الأول‬                                                                          ‫رأسك وتقوم‬
‫التزوير والعار‬                                                                   ‫(بتهذيب) قفاك؟!»‪.‬‬
                                                                                  ‫وقد ترتب على هذا‬
  ‫حيث يرصد السارد‬
   ‫العديد من المواقف‬                                                                ‫الأمر العديد من‬
                                                                                      ‫النتائج ومنها‪:‬‬
 ‫التي يجدها المصرى–‬                                                                  ‫أ‪ -‬إلغاء رخص‬
   ‫المغترب في الخارج‬                                                                ‫جميع الحلاقين‪.‬‬
     ‫(وتحدي ًدا ليبيا)‪.‬‬                                                           ‫ب‪ -‬ترحيل هؤلاء‬

                                                                 ‫إدريس على‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53