Page 44 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 44
العـدد 23 42
نوفمبر ٢٠٢٠
للأحزان والهزائم ،الأمر الذي
تتحول الحياة معه لمشاريع
حياة ويصبح فعل الحياة –
الوجود– الحقيقي هو فعل الحلم
والتخيل« .مجرد تخيل» للشاعر
جمال حراجي .ولصاحب هذه
الكلمات ديوان يحمل اسم
«لمجرد الفرجة» ،فيما يبدو أنه
تحول للمبدع العربي ،والشاعر
على الأخص ،كما يطرح عبد
الله السمطي في مقاله القضايا
الجمالية في قصيدة النثر «لقد
أصبح المبدع العربي والشاعر رامى يحيى سمير الفيل صالح الغازي
على الأخص متفر ًجا ،تحول
الشعر من البصيرة إلى البصر،
التوحد والاعتصام بالعزلة والعودة للذات والجسد؛ بسبب من نكوص الخيال المبدع حيال مأزق
يعود ليتأكد مع إهداء حاتم مرعي لديوانه «بسكوته القضايا الكبرى ،وضغطها ،وحيال تلاشي الذات
وتهميشها ،وتحولها إلى مجرد رقم ..إن حلول
على شعب جعان» ،فكأنه يعيد تقديم نفسه إلينا
العين محل الأنا يمثل انعدام لامتلاك العالم ،وفقدانا
وإلى العالم فيبادرنا بإهدائه «لكل اللي شافني
للرغبة في التفسير أو القدرة عليه»(.)18
وماعرفنيش واللي عارفني وما شافنيش ..من
حيث تبدو الفرجة كحل بديل أو حيلة دفاعية
قلبي وردة بتدبل ..ومن عيني دمعة بشوكها» .ثم
تمارسها الذات المبدعة هر ًبا ومواجهة من تهميش
يفرض عليها فر ًضا ،مما دفع المبدع والشاعر يؤكد مرة أخرى لنا هذه النية للكشف عن الذات
عمو ًما ،وشاعر العامية بوجه خاص ،للالتفات وتعريتها «معنديش اللي اخجل منه ..كمان معنديش
إلى الفئات الاجتماعية الأكثر تهمي ًشا ،وهو ما بدأ اللي أفتخر بيه»(.)16
مع آباء العامية المصرية كما يستعرض محمود وهو ما نراه أيضا ويؤكده عبد الرحيم يوسف في
ديوانه «قطة وقديسة وجنية» حيث يهدي قصيدتين
الحلواني في كتابه (خيال الضرورة ومرجعياته)، من قصائد ديوانه لنفسه ويعنونهما بـ» قصيدة
انتصار هؤلاء الآباء لأبناء الوطن البسطاء وقد
لي» و»قصيدة تانية لي»(.)17
ألقوا الضوء على هموم الشرائح والفئات الاجتماعية
الأكثر حرما ًنا والأكثر فق ًرا وتهمي ًشا وتعر ًضا الاحتفاء بالفرجة والانتصار للهامش
للظلم ،من قول ابن عروس «ولا بد من يوم معلوم
ملم ٌح آخر نتلمسه وهو الاحتفاء بفعل الفرجة
تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم أسود على والتخيل في مواجهة العالم وروتينيته وجموده،
كل ظالم» ،مرو ًرا بأبو الشعراء فؤاد حداد في «كلمة لتصبح الفرجة والتخيل بدي ًل أكثر مناسبة للشاعر
مصر» ،و»المسحراتي» ،و»جوابات حراجي القط
العامل في السد العالي» لعبد الرحمن الأبنودي، ولشخوصه الذين يتناولهم في قصائده عن فعل
الحياة اليومي المرهق والمولّد في غالب الأحوال
لـ»دموع ورا البرقع» لصلاح جاهين وغيرها،