Page 151 - Nn
P. 151

‫‪149‬‬           ‫تجديد الخطاب‬

‫كريستوفر باك‬  ‫عبد الحميد الأنصاري‬  ‫سيروس روحاني‬                        ‫تحت أقدامنا جمي ًعا‪ ،‬أو حرب‬
                                                                         ‫الجميع ضد الجميع‪ .‬وعليه‬
‫والرفض المبني على مبررات منها‬       ‫سلوك العنف الذي يؤدي حت ًما‬          ‫فإن السعي لتقديم مبادىء‬
 ‫اعتبار تطبيق العلمانية ضغو ًطا‬        ‫إلى الشر‪ .‬وبصدقية السابق‬
                                       ‫ينبغي التأكيد على أن العنف‬   ‫إرشادية مساندة تنطلق من كون‬
‫خارجي ًة معادي ًة للإسلام وتراثه‪.‬‬                                     ‫القادة عوامل تغيير من أوليات‬
    ‫إننا نتفق جمي ًعا في رغبة نبذ‬    ‫واقع عالمي بامتياز‪ ،‬سواء على‬       ‫فن القيادة في القرن الحادي‬
   ‫العنف‪ ،‬لكننا نختلف أي ًضا في‬      ‫المستوى الفردي أو الجماعات‬       ‫والعشرين‪ ،‬والدور الذي يجب‬
                                                                       ‫أن تمارسه القيادة في مجتمع‬
  ‫تحديد مسبباته‪ ،‬ومن ثم يلفت‬            ‫أو حتى الدول التي تقع في‬         ‫عالمي دائم التغير والتحول‪،‬‬
   ‫صاحب المقالة النظر إلى تبني‬     ‫صدام مسلح مع غيرها‪ ،‬غير أن‬          ‫فالمرونة والحيادية والخلاقية‬
    ‫نقاط الاتفاق إطا ًرا للانطلاق‬   ‫التمثلات الثلاثة الأخيرة تشهد‬    ‫والقدرة على التكيف وفن قيادة‬
‫وتحقيق الهدف العالمي الأسمى‪،‬‬        ‫ثبتًا لها داخل الشرق الأوسط‪.‬‬     ‫المواقف وإفساح المجال لمختلف‬
                                   ‫وفي تبيان ذلك نلمح هذا السعي‬           ‫الحاجات والنظر للمؤثرات‬
     ‫وهو نبذ العنف الذي يقابله‬                                        ‫الاجتماعية والثقافية‪ ،‬والرؤية‬
                 ‫السلام الدائم‪.‬‬        ‫نحو إيجاد مسببات للعنف‪،‬‬           ‫الاقتصادية المتأثرة بسلوك‬
                                       ‫لعل أولها ‪-‬كما يري رامين‬          ‫العولمة‪ ،‬من الأمور الجديرة‬
   ‫المثل الإسلامية‬                  ‫جهان (فيلسوف إيراني)‪ -‬هذا‬           ‫بالاهتمام والاعتبار من أجل‬
   ‫والحكم الرشيد‬                   ‫الاقتباس لفكر العولمة والتحديث‬        ‫خلق مجتمع عالمي وحقيقي‬
                                   ‫على النموذج الأوروبي‪ ،‬والبعيد‬
   ‫ثمة مسلمات مؤكدة على دور‬        ‫تما ًما عن حركة المجتمع وتفاعله‬  ‫تسوده قيم الديمقراطية‪ ،‬والعمل‬
    ‫الدين في استمرار المجتمعات‬      ‫في الشرق الأوسط‪ ،‬الأمر الذي‬           ‫بمقتضاها في كل مكان في‬
    ‫وتماسكها‪ ،‬وتحقيق التكامل‬
 ‫الشخصي والاجتماعي للأفراد‪،‬‬              ‫أوجد هوة سحيقة ما بين‬        ‫العالم‪ .‬لكن السابق لا يمنع من‬
     ‫وحفز المجتمع ناحية الرقي‬         ‫الاقتباس والفعل‪ ،‬أو التنظير‬   ‫التصريح بأن القيادة الفاعلة هي‬
‫والتقدم‪ ،‬لكنه وبالرغم من دوره‬
   ‫البناء والفاعل وقيمه الحافزة‬         ‫والتطبيق‪ ،‬أو رغبة الحاكم‬       ‫التي تحرص على تجسيد هذه‬
                                     ‫وسلوك المحكومين‪ ،‬أو القبول‬      ‫القيم في مرؤوسيهم‪ ،‬فلا وجود‬
                                                                    ‫للقائد الكامل‪ ،‬وأنهم قادرون على‬
                                                                     ‫إنجاز الجيد في ظل غياب القائد‬

                                                                        ‫الفذ‪ ،‬فكل مساهمة تأتي من‬
                                                                      ‫أي فرد كان هي قيمة فاعلة في‬

                                                                                    ‫التغيير المنشود‪.‬‬

                                                                         ‫خطاب العنف‪:‬‬
                                                                       ‫القول والممارسة‬

                                                                       ‫العنف مورد من موارد الشر‬
                                                                           ‫الكبرى والتي تتوزع عبر‬

                                                                      ‫بنيات ثلاث هي المنبع والأصل‬
                                                                           ‫والمصدر‪ ،‬ويلعب التكوين‬
                                                                          ‫الأساسي للإنسان‪ ،‬والذي‬
                                                                          ‫يشتبك فيه مع العالم ومع‬

                                                                       ‫البشر‪ ،‬الدور الكبير في تنامي‬
   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156