Page 303 - Nn
P. 303
301 ثقافات وفنون
آثار
وجو ٌه تجسد معاناة صارخة المتأثر ببيئة الواحات ،عايش في جدة محمود عيد ،كانت محفورة
وألمًا إنسانيًّا وجود ًّيا؛ ووجو ٌه الشمس ،وجهه مختلف عن رجل في تلافيف دماغه قبل أن
راضية لها ملامح طيبة قانعة
وسعيدة بهبة الواحة وسط قسوة المدينة والحضر الساكن وسط يستحضرها وينحتها بمنتهى
الصحارى .بعض هذه الوجوه لا البنايات في الظل .مرحبًا بتأثير الدقة .لم ينس أي ًضا «القطرة»
ينتمي إلى الواحة .بعض الوجوه الطبيعة عليه .والحياة بعي ًدا عن وهي قطعة ُحليّ هلالية الشكل
تشبه الأقنعة والملامح التي نراها التلوث تمنحه الصحة ،ومعظم كان نسوة الواحات يضعنها في
في فنون الحضارات الأفريقية الأنف؛ وكانت ُتصنع من الذهب
أهل الواحة من المعمرين 110
المندثرة. سنة. الروماني أو الفرعوني.
رغم أنف التصنيفات يختزن الفنان محمود عيد في نحت الحجر وملامح البشر
جيناته حكايات وأساطير وفنون
الفنان الشعبي إذن تعليمه مختلف الشكل الواحاتي في مدخل المتحف
عن الفنان الأكاديمي؛ ولكن لا قديمة من عمر الصحراء؛ من يمثل وجه الرجل الصحراوي
وحي ذلك المخزون شكلت
يسعنا أن نقول إنه يبدع هكذا في يداه وجو ًها من الصلصال.
فضاء من التلقائية أو العشوائية..
هناك عملية تعليمية خضع لها فن
الفنان التشكيلي الشعبي ،وهناك
تجربة وتعلم وخبرات مكتسبة
وتعلم من السابقين ،وهناك
قواعد فنية جمالية يستخلصها
من بيئة المجتمع ذاته عندما
ينتج إنتاجه الفني ،وبوصفه
ابن البيئة والمجتمع المنتمي له؛
فهناك منظومة قيم جمالية تحكمه
وتحدد خياراته ..ماذا يرسم؟
ماذا ينحت؟ وهكذا .ومحمود عيد
نموذج شديد الوضوح لشرح
هذه الفكرة؛ فهو فنان شعبي
تشكيلي مبدع ورائع استخدم
خامات بيئته في صناعة مشروعه
الفني .إنه فنان تما ًما رغم أنف
التصنيفات الأكاديمة؛ وهو
يمثل شريحة كبيرة من الفنانين
الشعبين الذين؛ للأسف؛ لا يلقون
اهتما ًما بشخوصهم أو بمنتجهم
الفني