Page 299 - Nn
P. 299

‫‪297‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫آثار‬

           ‫العمل الفني وتعديله‪.‬‬         ‫المجتمع بالموروث الشعبى في‬         ‫من تماثيل‪ ،‬ولوحات‪ ،‬وجداريات؛‬
  ‫وقد تميز محمود عيد في مجال‬         ‫مختلف المجالات؛ فالمتحف لا يقع‬       ‫وقد تحقق حلمه؛ وترك لنا متحفه‬
   ‫الفن التشكيلي‪ ،‬وتعددت أعماله‬     ‫ضمن سلطة الهيئة العامة لقصور‬
                                     ‫الثقافة حتى مع تنامي المناشدات‬            ‫المميز كما أراده تما ًما‪ ،‬بهج ًة‬
    ‫ما بين الحفر الغائر أو البارز‬                                              ‫للناظرين وترا ًثا فنيًّا يتحدى‬
       ‫والنحت والرسم‪ .‬استخدم‬          ‫بإخضاعه ضمن رعاية وحماية‬
                                     ‫الدولة للآثار والثقافة والسياحة‪،‬‬                            ‫النسيان‪.‬‬
  ‫خامات غريبة ج ًّدا عن المتداول‪،‬‬                                             ‫اللافت للنظر؛ أن محمود عيد‬
‫استخدم خامات من بيئته المحلية‪،‬‬            ‫خاص ًة بعد تعرضه للسرقة‬
                                    ‫ومحاولة الهدم من ِقبل المتطرفين‬              ‫اعتمد في إقامة متحفه على‬
   ‫حتى الألوان كان يصنعها من‬                                                 ‫مجهوده الفردي؛ دون مساندة‬
  ‫أكاسيد البيئة‪ ،‬ويستخلصها من‬          ‫المهووسين بتدمير التماثيل في‬           ‫تذكر من أجهزة الدولة المعنيّة‬
 ‫المكان بعي ًدا عن أي مواد بترولية‬     ‫الفوضى التي أعقبت ثورة ‪25‬‬           ‫بالتراث؛ ذكر ابنه مصطفى الذي‬
‫ويستخدمها‪ .‬صنع بنفسه أكاسيد‬                                                  ‫التقيته داخل المتحف؛ أن والده‬
                                                              ‫يناير‪.‬‬       ‫أُرغم على بيع الكثير من إبداعاته‬
    ‫ألوانه من الطبيعة المحيطة به‪.‬‬                                          ‫الفنية للسائحين والزائرين حتى‬
    ‫ومن الليف صنع الحبال التي‬          ‫الفنان ابن الطبيعة‬                    ‫يستمر في إنشاء متحفه؛ إلى أن‬
   ‫شكلت أُطر لوحاته‪ ،‬واستخدم‬                                                ‫انتهى من إنشائه وأصبح معل ًما‬
 ‫قحف النخل ‪-‬وهو الجزء الأعلى‬        ‫بالإضافة إلى تأسيس متحفه؛ فقد‬         ‫من معالم الواحات البحرية ومزا ًرا‬
     ‫من جريد النخل‪ -‬في تشكيل‬            ‫أسس الفنان التشكيلي الراحل‬          ‫سياحيًّا يحج إليه زوار الواحات‬
    ‫وجه آدمي أو أي شكل ممكن‬              ‫محمود عيد‪ ،‬مدرسته الفنية‬           ‫البحرية من مختلف الجنسيات‪،‬‬
  ‫يستخلصه‪ .‬وكأن بيئة الواحات‬            ‫الخاصة‪ ،‬فهو فنان َعلَّ َم نف َسه‬   ‫وهو متحف جدير بالزيارة ح ًّقا‪.‬‬
   ‫البحرية كانت صديقة وحبيبة‬                                                 ‫وعلى الرغم من كونه مساهمة‬
                                     ‫بنف ِسه‪ ،‬لم يلتحق بأكاديمية فنية‬     ‫في تنمية ورفع الوعى الثقافى‬
       ‫لمحمود تبوح له بأسرارها‬         ‫أو كلية أو معهد متخصص في‬
         ‫وتفيض عليه بنفحاتها‪.‬‬                                                                        ‫لدى‬
                                    ‫دراسة الفنون‪ ،‬بل صنع مدرسته‬                                     ‫أفراد‬
  ‫تطلق الدراسات الأكاديمية على‬       ‫الخاصة وتعلم الفنون التشكيلية‬
‫الفنانين من هذه النوعية مصطلح‬
 ‫الفنان الفطري والفنان التلقائي‪،‬‬          ‫الشعبية المصرية عن طريق‬
‫ويجد البعض في هذه التسمية‬           ‫المحاولة والتجربة وإعادة إنتاج‬

   ‫نو ًعا من أنواع التعالي‪،‬‬
   294   295   296   297   298   299   300   301   302   303   304