Page 298 - Nn
P. 298

‫العـدد ‪35‬‬                          ‫‪296‬‬

                                ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

‫متحف تراث الواحات‪..‬‬

   ‫ثلاثية الأصالة‬
                                               ‫صهباء بندق‬

‫والإبداع والتحدي‬

 ‫عام ‪ ،1995‬واستمر ‪ 18‬شه ًرا‪.‬‬     ‫تماثيل ولوحات وأقنعة لها ألوان‬      ‫«من زار الواحات البحرية ولم‬
   ‫وقد توسع المتحف من غرفة‬           ‫وروح ورائحة الواحات‪ .‬إنه‬
                                                                     ‫يزر متحف محمود عيد فقد فاته‬
‫واحدة إلى ‪ 14‬غرفة بعد أن لاقى‬      ‫فنان حمل بوعيه الأصيل أمانة‬        ‫الكثير»‪ ..‬هكذا يقول كل من زار‬
‫روا ًجا من السائحين‪ .‬ولم يرحل‬    ‫التعبير عن ثقافته‪ ،‬بالشكل الفني‬    ‫«متحف تراث الواحة» في الواحات‬
 ‫الفنان محمود عيد عن عالمنا في‬   ‫الذي يتقنه‪ ،‬متحم ًل مخاطر عدم‬         ‫البحرية‪ .‬فمن هو محمود عيد؟‬
 ‫عام ‪ ،2015‬عن عمر لم يتجاوز‬                                           ‫وما الذي يحتويه هذا المتحف؟!‬
                                    ‫التحقق‪ ،‬وتعجب مجتمعه منه‬
   ‫الخامسة والأربعين‪ ،‬إلا وقد‬     ‫ومن أنشطته وإنتاجه الفني‪ ،‬بل‬           ‫على طريق الواحات البحرية‪،‬‬
 ‫وضع في المتحف حصيلة عمره‬         ‫أحيا ًنا سخريته‪ ،‬ومتحم ًل أي ًضا‬      ‫توقفت سيارة الدفع الرباعي‬
                                  ‫تكلفة مادية يرى الكثيرون أنها‬           ‫التي حملتنا إلى مبنى مشيد‬
                                                                        ‫فوق أحد الجبال‪ ،‬يحمل لافتة‬
                                                   ‫ُو ِّجهت هباء‪.‬‬   ‫معدنية أكلتها الشمس ُكتب عليها‪:‬‬
                                                                     ‫«متحف تراث الواحات»‪ .‬متحف‬
                                       ‫فنان فطري‬                       ‫أقامه فنان مصري أصيل أخذ‬
                                  ‫من الواحات البحرية‬                  ‫على عاتقه أن يحافظ على عادات‬
                                                                      ‫وموروثات بلده ومسقط رأسه‬
                                ‫وهو بعد في مطلع العقد الثالث من‬        ‫«الواحات البحرية»؛ معتم ًدا فى‬
                                ‫العمر‪ ،‬حلم الفنان الشاب «محمود‬       ‫معماره على نزعته الفنية الفطرية‬
                                                                       ‫التى تميل إلى التأريخ بالرسم‬
                                  ‫عيد» بإنشاء متحف يضم تراث‬              ‫والنحت؛ مستخد ًما الخامات‬
                                ‫الواحات‪ .‬وعبر سنوات قضاها في‬
                                 ‫العمل الجاد واض ًعا هذا الحلم في‬         ‫الطبيعية التي توفرها بيئته‬
                                ‫الدرجة الأولى من قائمة اهتماماته‬      ‫الصحراوية؛ فصادق الصخور‪،‬‬

                                    ‫وبجهوده الذاتية؛ وبعد تعامل‬           ‫وصاحب الأحجار‪ ،‬وجالس‬
                                     ‫مض ِّن مع الروتين الحكومي‬          ‫التراب الواحاتي‪ ،‬ليصنع منه‬
                                    ‫تحول الحلم أخي ًرا إلى حقيقة‪.‬‬

                                   ‫بدأ محمود عيد العمل بالمتحف‬
   293   294   295   296   297   298   299   300   301   302   303