Page 300 - Nn
P. 300

‫العـدد ‪35‬‬                         ‫‪298‬‬

                                  ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

   ‫الأجداد‪ .‬تتوزع المساحة الكلية‬      ‫الصحراء‪ .‬جميع أجزاء المبنى‬           ‫وشك ًل من أشكال استبعاد‬
   ‫للمبنى إلى مساحات بلا سقف‬         ‫لا توجد بها أى مادة صناعية؛‬     ‫الفنانين الشعبيين التشكيلين من‬
  ‫وأخرى مسقوفة؛ وهذا التوزيع‬        ‫الجدران مبنية من الطوب اللبن‬      ‫فكرة التميز أو التقييم بالجودة‪.‬‬
  ‫ليس اعتباطيًّا؛ فقد تم تصميمه‬
‫على طراز بيوت الواحات القديمة؛‬         ‫وقش الأرز وهي خامات من‬            ‫مرحبًا‪ ،‬فالفطري أو التلقائي‬
                                     ‫الطبيعة؛ كذلك السلالم حجرية‬       ‫خلق هكذا ويؤدي إنتاجه الفني‬
    ‫بحيث يوفر السقف الاحتماء‬                                            ‫دون قانون يحكم عمله‪ ،‬بينما‬
    ‫من شمس الصحراء المباشرة‬            ‫أو طينية مدعمة بالأخشاب‪.‬‬
 ‫الحارقة؛ وفي الوقت ذاته تسمح‬        ‫أما الأبواب فهي مصنوعة من‬          ‫الفنان التشكيلي الشعبي فنان‬
‫المساحات المكشوفة بممرات دائمة‬      ‫جريد النخل و لها عتبات علوية‬        ‫نشأ تعليمه على التجربة‪ ،‬وفنه‬
 ‫للهواء داخل البيت‪ .‬وهكذا تلعب‬         ‫مصنوعة من جذوع النخيل؛‬         ‫قائم على استخلاص النتائج من‬
    ‫الأسقف والفتحات مع الهواء‬                                         ‫التجربة‪ ،‬لصوت يحاول ويجرب‬
   ‫والشمس لعبة أثيرة؛ على مدار‬          ‫والتشكيلات التجميلية على‬        ‫ويصل إلى نتيجة معينة فيقوم‬
   ‫النهار؛ تعمل على تلطيف الجو‪.‬‬     ‫الحدود العليا للمتحف وحواف‬       ‫بتثبيتها ويعتمدها ضمن أساليبه‬
 ‫ولم يكتف بشكل فني واحد‪ ،‬فقد‬                                         ‫الفنية‪ .‬ثم ينطلق إلى تجربة أخرى‬
 ‫تشعبت تجليات موهبته‪ ،‬فمارس‬             ‫السور مصنوعة من الطين‬
   ‫فن التصوير والرسم‪ ،‬ومارس‬         ‫والفخار ما ُيكسب المتحف هيئة‬                             ‫وهكذا‪.‬‬
   ‫النحت الغائر والبارز‪ ،‬ومارس‬       ‫البيت الواحاتي القديم؛ و ُيدخل‬
 ‫العمارة التقليدية‪ ،‬فهو الذي بنى‬    ‫الزائر في أجواء عالم أسطوري‪.‬‬        ‫المتحف من الخارج‬
  ‫المتحف بيديه دون مساعدة من‬
                                     ‫المتحف من الداخل‬                   ‫الشكل الظاهري لمبنى المتحف‬
                          ‫أحد‪.‬‬                                              ‫بسيط لدرجة كبيرة‪ ،‬لكن‬
                                    ‫يتكون المتحف من ما لا يقل عن‬
‫لوحات من الرمل الملون والطين‬          ‫‪ 15‬غرفة‪ ،‬تضم ترا ًثا منحو ًتا‬  ‫البساطة هنا لا تنفي الخصوصية‬
                                                                      ‫والتميز ولا تتعارض مع الأناقة‬
        ‫دارت عيناي التواقتان في‬   ‫ومرسو ًما‪ ،‬لتاريخ ‪ 12‬قرية تشكل‬        ‫والحميمية‪ .‬فهناك تق ُّصد لبناء‬
  ‫جنبات وغرف المتحف؛ ُمسجلة‬        ‫الواحات البحرية‪ .‬تستعرض كل‬         ‫المتحف على طراز يعكس بساطة‬
 ‫باندهاش حرص الفنان العبقري‬          ‫غرفة مظه ًرا من مظاهر الحياة‬        ‫البيئة الصحراوية المتمثلة في‬
‫«محمود عيد» على أن ُيظهر لزائر‬       ‫والفلكلور الشعبي في الواحات‬             ‫طلاقة تشكيل المساحات؛‬
‫الواحات البحرية خلال مائة عام‪،‬‬     ‫البحرية‪ .‬كيف كانوا يأكلون‬                         ‫وبساطة المعمار‬
 ‫مختز ًل التفاصيل الكثيرة لتاريخ‬     ‫ويشربون‪ ،‬وكيف كانوا‬                        ‫الطيني المُستوحى من‬
‫وديموجرافية الواحات في مساحة‬            ‫يتعالجون‪ ،‬ويعزفون‬                          ‫الخامات الطبيعية‬
 ‫المتحف الصغيرة‪ .‬وكلما تجولت‬         ‫الموسيقى ويتسامرون‪.‬‬                                ‫التي توفرها‬
 ‫في أرجاء المتحف عدت في الزمان‬            ‫الحوائط والأسقف‬
   ‫وغصت في أسرار المكان وسط‬        ‫مصنوعة من سعف النخيل‬                                      ‫محمود عيد‬
 ‫تكوينات رائعة‪ ،‬وأسلوب عرض‬              ‫والطين الطفلي ورمال‬
 ‫متميز‪ ،‬رغم بساطته لا يخلو من‬      ‫الصحراء على طريقة بناء‬
  ‫ذكاء وحرفية‪ ،‬وتجليات موهبة‬
‫عفوية ق ّل أن تتكرر‪ .‬عبر اللوحات‬
  ‫والتماثيل والمجسمات والأواني‬
 ‫والاكسسوارات البدوية والعديد‬
   295   296   297   298   299   300   301   302   303   304