Page 301 - Nn
P. 301

‫‪299‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫آثار‬

                                                                 ‫من أدوات ومقتنيات أهالي الواحة؛‬
                                                                 ‫سافرت بخيالي إلى حياة الناس في‬

                                                                          ‫هذا المكان قبل مئة عام‪.‬‬

                                                                 ‫أبرز شخصيات الواحات‬

‫الذى يختلف عن الفرن الشمسى‬         ‫عيار من القمح أو الأرز مقابل‬   ‫استحضر محمود عيد الفلوكلور‬
   ‫بالصعيد‪ .‬حيث تصنع أرغفة‬                               ‫عمله‪.‬‬     ‫المتأصل عبر مراحل متتالية من‬
                                                                   ‫تاريخ الواحة مستله ًما إبداعاته‬
‫الخبز (العيش) أو ًل ثم تضعة فى‬    ‫وهذا هو محمد علي موسى ج ّد‬
 ‫الشمس ثم تدخلة الفرن بعد أن‬        ‫الفنان محمود عيد الذي عمل‬           ‫وأساليبه الفنية من واقعها‬
                                    ‫كطبيب روماتيزم‪ ،‬وتفنن في‬     ‫المعيش‪ ،‬ومن تراكم التقاليد الفنية‬
                       ‫يختمر‪.‬‬
‫لم ينس عيد أي ًضا الست «عليه»؛‬   ‫المعالجة بالكي والحجامة‪ ،‬وكان‬     ‫جي ًل بعد جيل‪ .‬وبعد أن جالس‬
‫ففي إحدى غرف المتحف؛ يوجد‬             ‫يقوم بتسخين المسمار على‬        ‫كبار ومع ّمرى الواحة‪ ،‬ت َص َّور‬
 ‫ثمثال للست «عليه « وهي تقوم‬                                          ‫ملامحهم وحفظها في ذاكرته‬
                                 ‫مخلفات المواشى ثم يكوى الألم‪.‬‬   ‫الفوتوغرافية؛ ثم قام بنحتها بدقة‬
  ‫بعملية خض اللبن في قربة من‬      ‫وأي ًضا تمثال آخر وهو يمارس‬      ‫متناهية؛ بحيث لا ينظر أحد من‬
‫جلد الماعز أو الخراف لاستخراج‬                                     ‫أهالي الواحة إلى تمثال صنعه أو‬
                                              ‫العلاج بالحجامة‪.‬‬    ‫لوحة رسمها الفنان محمود عيد‬
           ‫الجبن والسمن منه‪.‬‬         ‫في غرفة أخرى نجد الحاجة‬     ‫إلا ورجح أن هذا تمثال عم فلان‪،‬‬
   ‫يتضمن المتحف أيضا تجسيد‬      ‫عائشة (عيشه) وهي تعمل بغرفة‬          ‫وأن هذه صورة الخالة فلانة‪.‬‬
 ‫لسهرة «حراسية»‪ ،‬وهي عبارة‬        ‫الخبيز في الفرن الشمسي‪ ،‬ذلك‬    ‫كان يذهب إلى جبال الواحات ذات‬
                                                                     ‫الألوان المتنوعة؛ فيجلب قطعة‬
                                                                   ‫من الحجر الرملي يقطعها بشكل‬
                                                                      ‫معين‪ ،‬وفي المتحف الذي كان‬
                                                                     ‫ورشة عمله؛ يلتقط الشاكوش‬
                                                                 ‫والمسمار ويبدأ بالدق على الحجر؛‬
                                                                   ‫ثم بالمبرد يبدأ في صقل التمثال‬

                                                                               ‫وتحديد التفاصيل‪.‬‬
                                                                  ‫وجدتني أقف أمام تماثيل دقيقة‬

                                                                     ‫وجذابة لعدد من الشخصيات‬
                                                                 ‫الشهيرة بالواحة؛ فهذا هو الحلاق‬

                                                                  ‫«أحمد أبو قذافي» الذي توفى منذ‬
                                                                      ‫سنوات عن عمر ‪ 105‬أعوام‪،‬‬

                                                                 ‫وكان يجيد الإنجليزية‪ ،‬حيث ع ِمل‬
                                                                     ‫كحلاق في المعسكر الإنجليزى‬
                                                                      ‫خلال الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

                                                                  ‫وكان صاحب «حلاقة إنجليزى»‬
                                                                  ‫ُيقبل عليها شباب الواحة‪ ،‬جسده‬
                                                                 ‫في تمثال وهو يحلق ويحصل على‬
   296   297   298   299   300   301   302   303   304