Page 294 - Nn
P. 294

‫العـدد ‪35‬‬                        ‫‪292‬‬

                                   ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

   ‫التصوير هو الهدف الرئيسي‬        ‫رضا عبد السلام‬                         ‫متمس ًكا بالرسم التصويري‪.‬‬
 ‫من عملية الرسم‪ ،‬وللخروج من‬                                                 ‫وأصبح ل ُه مرسم في درب‬
   ‫هذا المنطق بدأ كنعان التعرض‬          ‫عكس ما حدث في عام ‪1946‬‬
                                    ‫حيث انتقل فجأة من التصويري‬        ‫اللبانة‪ ،‬بجوار قلعة صلاح الدين‪،‬‬
    ‫للموضوع المجسد‪ ،‬ثم حاول‬        ‫إلى التجريدي‪ ،‬فإن المرحله ما بين‬    ‫وهو حي مملوكي أصبح شعبيًّا‬
  ‫تفتيته بمحاولة إبراز فقط قيمة‬      ‫‪ 1956‬و‪ 1959‬هي المرحلة التي‬         ‫واستقر فيه كثير من الفنانين‪.‬‬
                                                                       ‫ومنذ ذلك الوقت أصبحت حياته‬
      ‫العناصر الأساسية المكونة‬         ‫ابتعد فيها الرسم التصويري‬        ‫موزعة بين عملين‪ ..‬في الصباح‬
  ‫للشخصيه أو الشيء عن طريق‬                     ‫تدريجيًّا عن اللوحة‪.‬‬
  ‫اللعب بلمسات الألوان أكثر من‬                                           ‫يرسم وينفذ ماكيتات لمجلات‬
                                          ‫وفي خطوة أولى كان يحدد‬           ‫مؤسسة أخبار اليوم‪ ،‬وبعد‬
      ‫اللعب بالملامح أو الخطوط‪.‬‬      ‫خلفية وفوقها يتضح الموضوع‬
       ‫ولوحة “المرأة والسجاد”‬         ‫مثل لوحاته “المرأة التي تنسج‬   ‫الظهر وفي المساء يكرس كل وقته‬
‫‪-‬العنوان في الفن التشكيلي للوحه‬                                                              ‫للرسم‪.‬‬
  ‫ثانوي ج ًّدا‪ ،‬وفي أحيان لا يكون‬      ‫السجاد”‪“ ،‬واللمبة المقلوبة”‪،‬‬
  ‫هناك عنوان على الإطلاق‪ -‬مث ًل‬       ‫ولا تزال الخطوه تقليدية حيث‬    ‫وفي عام ‪ 1946‬وحتى ‪ 1956‬كان‬
   ‫هي التي أوجدت التبرير لغزو‬                                          ‫يقوم برسم مشاهد من الشارع‬
‫التجريد‪ ..‬إن نسج ألوان السجادة‬                                         ‫وبورتريهات‪ ،‬وسواء في رسمه‬
     ‫لا يترجم انعكاسات الألوان‬                                          ‫للمؤسسة الصحفية أو لوحاته‬
‫فقط‪ ،‬ولكن أي ًضا تكوين النسيج‪،‬‬                                          ‫فقد ترك جانبًا الخط الأكاديمي‬
 ‫حيث الرسومات الهندسية تبدو‬
 ‫متغيرة الشكل من خلال الطيات‬                                               ‫ليحاول آلاف التجارب على‬
   ‫أو الحركة‪ ،‬وهذا بفضل المرأة‬                                       ‫الألوان والتكوين وخطوط الرسم‪.‬‬
                                                                      ‫وقدم في هذه الفتره أعما ًل تحس‬
                      ‫السائرة‪.‬‬
 ‫لكن كنعان أدرك حينئ ٍذ أنه حتى‬                                         ‫فيها تأثير “سيزان” والمدرسة‬
                                                                      ‫التكعيبية والتعبيرية أي ًضا‪ ،‬وهذه‬
    ‫مع تفتيته للموضوع‪ ،‬وسواء‬                                         ‫السنوات العشر انتهت برحلتين‪..‬‬
   ‫استخدم ُه كمبرر للاتجاه نحو‬
                                                                          ‫الأولى إلى بولندا والثانية إلى‬
‫منير كنعان مع زوجته سناء البيسي‬                                      ‫النوبة‪ .‬وكثير من الفنانين سافروا‬

                                                                        ‫إلى النوبة قبل بناء السد العالي‬
                                                                        ‫في أسوان بتشجيع من الدولة‪،‬‬
                                                                       ‫مقدمة لهم من ًحا مالية ليسجلوا‬
                                                                     ‫في لوحاتهم ما سيغرق تحت مياة‬

                                                                                       ‫بحيرة ناصر‪.‬‬
                                                                     ‫وسجل كنعان مجموعة اسكتشات‬

                                                                           ‫عن النوبة وأعاد رسمها في‬
                                                                         ‫مرسمه في درب اللبانة‪ ،‬وهي‬
                                                                     ‫التي ستقوده سري ًعا إلى التجريد‪،‬‬
                                                                     ‫ُمعلنة بداية مرحلة غنية بالتجارب‬
                                                                          ‫على العناصر التشكيلية التي‬
                                                                      ‫تتكون منها اللوحة‪ .‬بالابتعاد عن‬
                                                                        ‫الرسم التصويري اتجه كنعان‬
                                                                      ‫لاختيار ما سيميزه عن الآخرين‬
                                                                       ‫في الوسط الفنى بالقاهرة‪ ،‬وعلى‬
   289   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299