Page 293 - Nn
P. 293

‫‪291‬‬         ‫ثقافات وفنون‬

            ‫فن تشكيلي‬

‫رولان بارت‬  ‫تومبلي‬                                   ‫أحمد فؤاد سليم‬     ‫باديء ذي بدء نضع هذه الحقيقة‬
                                                                             ‫أمام القاريء قبل استعراض‬
  ‫أكثر المناطق شعبيه في القاهرة‪.‬‬    ‫فؤاد سليم شهادته بأن كنعان قد‬                 ‫اللحظات الحاسمات في‬
     ‫وفي عام ‪ 1944‬اشترى منه‬           ‫أنتج مجموعات في فنون الوجه‬                  ‫حياة كنعان‪ ،‬حيث كان‬
                                                                             ‫الزمن بالنسبه لكنعان يقاس‬
  ‫متحف الفن الحديث في القاهرة‬       ‫الإنساني تكشف عن مهارة فائقة‬                ‫باللوحات التي أنجزها لا‬
 ‫إحدى لوحاته “المقهى الشعبي”‬            ‫اجتاز بها مناطق المصاعب في‬            ‫بأوراق النتيجة التي يقلبها‪،‬‬
                                                                            ‫جاءت هذه الحقيقة على لسان‬
   ‫وهي بالألوان المائيه‪ .‬وفي عام‬     ‫التجسيم‪ ،‬والنسب من الأذن إلى‬             ‫رفيقة دربه الكاتبة الكبيرة‬
     ‫‪ 1945‬نفذ عشرات اللوحات‬             ‫الشفتين‪ ،‬ومن تجويف الأنف‬               ‫سناء البيسي‪ ،‬فكنعان علم‬
       ‫التجريدية بالألوان المائيه‪،‬‬      ‫إلى الشفة العليا‪ ،‬إلى العلاقات‬       ‫نفسه بنفسه‪ ،‬بدأ أول تعامل ُه‬
     ‫وعرضها وقتها على صديق‬                                                        ‫مع الرسم وهو في سن‬
                                    ‫التشريحيه الرشيقة بين الوجنات‬             ‫السادسة عشرة من عمره‪،‬‬
  ‫أمريكي كان يعمل معه فشجعه‬         ‫ومحاجر العينين‪ .‬وكانت وجوهه‬               ‫عندما عمل لدى رجل يملك‬
‫على المضي في هذا الاتجاه وأطلعه‬                                                 ‫وكالة صغيرة تخصصت‬
                                          ‫الجالبة للدهشة بما في ذلك‬               ‫فى عمل لوحات الدعاية‬
       ‫بدوره على تجارب التعبير‬          ‫معالجته للجسد العاري مليئة‬               ‫والإعلانات أو ديكورات‬
‫التجريدي الأمريكي لهذا العصر‪.‬‬            ‫بتلك السلاسة والبلاغة التي‬
                                    ‫نراها في أعمال الرسامين العظام‪.‬‬     ‫واجهات المحلات‪ .‬وفي ذلك العصر‬
       ‫ويقول كنعان إنه مع هذه‬         ‫ثم بدأ يرسم مشاهد من الحياة‬          ‫في نهاية الثلاثينيات كانت مثل‬
  ‫اللوحات أحس لأول مرة بمتعة‬            ‫العامة في الشارع‪ ،‬ولم يرض‬
‫الرسم‪ ،‬ولكنه كان في نفس الوقت‬       ‫أب ًدا عن النتائج التي كان يتوصل‬     ‫هذه الأعمال الفنية شبه محتكرة‬
 ‫يرتعب من الاتجاه التجريدي في‬                                           ‫من الحرفيين الأجانب‪ .‬وقد عرف‬
  ‫بعض ما نفذه وخاصه بالنسبة‬              ‫إليها‪ ..‬فكان يمضي ساعات‬
                                    ‫طويلة وهو يرسم‪ ،‬خاصة سائقي‬             ‫في هذه الفترة كيف يتعامل مع‬
      ‫لوسط فني يشن عداءه على‬        ‫عربات الكارو الذين يشاهدهم كل‬        ‫الخامات المختلفة‪ ،‬وواجه أساليب‬
  ‫كل ما هو غير تصويري‪ ،‬وعلى‬
   ‫مدى تسع سنوات ظل يحاول‬            ‫يوم أحد في مقهى يتجمعون فيه‬              ‫فنية عديدة مثل الرسم على‬
 ‫إبعاد هذه النزعة نحو التجريدية‬     ‫في منطقة من حي شبرا‪ ،‬وهي من‬            ‫الزجاج‪ ،‬وفي عام ‪ 1940‬التحق‬
                                                                           ‫بشركة إنجليزية ليرسم وينفذ‬
                                                                           ‫لوحات للدعاية ضد الألمان‪ ،‬ثم‬
                                                                         ‫انتقل عام ‪ 1942‬لشركة أمريكية‬
                                                                            ‫ليرسم خرائط جغرافية‪ ،‬وهنا‬
                                                                          ‫بدأ يتدرب على الرسم‪ .‬وفي عام‬
                                                                            ‫‪ 1945‬التحق بمؤسسة أخبار‬
                                                                        ‫اليوم الصحفية كرسام ومسؤول‬
                                                                         ‫عن إخراج مجلات عديدة‪ ،‬ثم تم‬
                                                                          ‫اختياره مشر ًفا فنيًّا للمؤسسة‪.‬‬
                                                                          ‫ومنذ عام ‪ 1942‬قرر كنعان أن‬
                                                                        ‫يلحق نفسه في جامعاته الخاصة‪،‬‬
                                                                          ‫فتدرب على رسم البورتريهات‪،‬‬
                                                                            ‫وفي تعليقه على فن البورتريه‬
                                                                           ‫عند كنعان يقدم الأستاذ أحمد‬
   288   289   290   291   292   293   294   295   296   297   298