Page 288 - Nn
P. 288
العـدد 35 286
نوفمبر ٢٠٢1 د.سناء الشعلان
ال ّصورة ال ّسلبية (الأردن)
للّرجل في قصص
سامية عطعوط
النّظر ع ّمن يلبسها ،ويصدق ثقافيّة مح ّددة ،وفي محاولة تتبّع تظهر صورة ال ّرجل ال ّسلبيّة
حدس البطل فما يكاد يلبس هذه الأولو ّيات والعزف على
العباءة حتى أصبح سيّ ًدا يجلس ثيمة واضحة في البنية ال ّسرد ّية
في صدر المجلس ،أليس ْت له عباءة أوتارها يصبح الإنسان عاز ًفا القصصيّة في مق ّدمة التّجارب التي
جميلة تهبه هذا المكان ال ّرفيع؟ شا ًّذا في جوقة كبيرة.
يظ ّن ال ّرجل أ ّنه بذلك قد ح ّقق تعيد بناء هيكل ال ّشكل وال ّسرد
مبتغاه في الحياة ،وأ ّنه قد ضبط “الثّيمة المركز ّية عند القا ّصة على حساب ال ّسرد ّيات التّقليد ّية
إيقاعه على إيقاع ال ّسرب ،لكن الأردنيّة سامية عطعوط هي أ ّن التي ترمي إلى تجاوزها سعيًا
الأولو ّيات تتداخل مرة أخرى؛ القصص مبنيّة بناء حلميًّا رمز ًّيا لتأسيس وعي خا ّص ،وقصص
بما يخدم القضيّة المركز ّية ،وهي القا ّصة الأردنيّة سامية عطعوط()1
ففي القرية المجاورة يمنع مثال واضح وكبير على ذلك .وهي
من دخول المجلس مثل غيره قضيّة الإنسان بما هو كائن صورة لها تش ّكلات مختلفة وفق
من ال ّسادة؛ لأنه يلبس عباءة، محاط بأضداده”()2؛ فال ّرجل في طروحات سامية عطعوط التي
والقوانين لا تسمح بال ّدخول إلاّ ق ّصة “عراة” من المجموعة نفسها تق ّدم هذه ال ّصورة وفق رؤيتها
يكتشف أ ّن ال ّصفعات كانت تنهال
للعراة. وتجربتها وآفاقها ومنطلقاتها
مرة أخرى يجد البطل نفسه عليه وعلى جحا وبهلول منذ وخبرتها وتداعياتها.
مستلبًا مسحو ًقا؛ المرة الأولى الصغر؛ لأنهم لا يملكون عباءة
باع أتانه التي يحبّها ليشتري مثل ال ّسادة الذين اعتادوا على أن ففي ق ّصة “جدران تمت ّص
عباءة ،وهذه المرة هو مضطر إلى يجلسوا على أبواب مجالسهم؛ ال ّصوت” من مجموعة قصصيّة
أن يعرض جسده عار ًيا ليدخل تحمل الاسم ذاته للقا ّصة يظهر
المجلس ،ويعود إلى صفوف لذا ق ّرر ال ّرجل أن يبيع أتانه ال ّرجل خائ ًفا تع ًسا ،وهذا ال ّرجل
ال ّسادة .يتر ّدد قلي ًل ،ث ّم يفهم “سعدى” ،ويشتري بث ّمنها عباءة كثي ًرا ما ُيسحق دون رحمة في
لعلّه يبتاع بها ال ّسيادة والاحترام مجتمع يغيّر مفاهيمه وأولو ّياته
من وقت إلى آخر دون مرجعيّة
اللّذين افتقدهما طوال حياته في
عالم لا يحترم إلاّ العباءات بغض