Page 100 - m
P. 100
العـدد 55 98
يوليو ٢٠٢3
أحمد قاسم العريقي
(اليمن)
الكلب الروبوت
عاد ًة الكابوس يذهب ولا يعود نفسه في الليلة
التالية ،لكن هذا الكابوس اللعين ظل يتردد عليَّ كل
ليلة منذ سنوات .أقوم من النوم فز ًعا حتى أنني
أفزعت زوجتي في البداية .هي معتادة أن تسمعني
أضحك أثناء النوم ،أتحدث قلي ًل ،تسألني أحيا ًنا:
مع َمن كنت اليوم؟ من هي حبيبتك الجديدة؟ أنت
متزوج منها؟ من هي؟ السؤال الأول ممكن أجاوبها
دون وعي ،لكن الأسئلة الأخرى أخدعها في الإجابة؛
أكون قد صحيت وأ َّدعي أنني أغط في النوم.
وحسب إجابتي تكون معاملتها لي في الصباح .ذات
ليلة أخبرتها في منامي بأنني لا أحب غيرها وأن
النساء في عملي لا يضاهينها رق ًة و ُحسنًا .قمت
صبا ًحا وما توقعته من إفطار وجدته أمامي ،وهكذا
حين كنت أريد إفطا ًرا لذي ًذا أتحدث في منامي،
وحين تسألني أسئلتها المعتادة أجيب بما ُيس ُّرها.
لكن الحرب التي ُفرضت علينا ح َّولت أحلامي
السعيدة إلى كوابيس عنيدة .وتح َّول الضحك في
منامي إلى ُبكاء وفزع.
منذ سنين ِعدة أحلم برجل يرتدي در ًعا حديد ًّيا لا
يظهر من جسده إلا كفيه ،تمشي أمامه أربعة كلاب:
اثنان منها أطرافها طويلة .لا أرى من رؤوسها
سوى أفواهها الواسعة .تدهشني وتخيفني تلك
الأفواه .أسأل نفسي :من أين أتت تلك الفصيلة من
الكلاب التي دون رؤوس..
عادة أخرج من عملي صبا ًحا ،وهذا ما كن ُت أراه في
الحلم ،أخرج في الصباح مبته ًجا ،وفجأة يتبعني
الرجل الحديدي بكلابه الأربعة ،ومهما جريت فز ًعا
إلا أنهم يحاصرونني ،والغريب أن الناس الذي
يشاهدون الكلاب وهي تهاجمني خائفون ،ليس
من الكلاب بل من الرجل الحديدي؛ أن ُيطلق كلابه