Page 105 - m
P. 105
103 إبداع ومبدعون
القصة في اليمن
منهن ..فلا يفضل من تحت الأربعين ..أو فوق
الخمسينيات ..تستهويه دو ًما الأربعينيات ..فعادة
ما ي ُكن مهجورات ..وقد انتابت بعضهن مراهقة
متأخرة ..صبورات ..قليلات الطلبات ..ذوات خبرة.
إضافة إلى قدرتهن على تدبر أمكنة لقضاء ليلة أو أكثر
م ًعا ..وهكذا ظل لسنوات محاف ًظا على سكنه بعي ًدا عن
مغامرات قد تجلب له مشاكل لا تحل.
في تواصله بهن لا يقدم أية معلومات عن نفسه..
وبالمقابل يعرف كيف يستخرج كل شيء حول من
حاوره :عنوانها ..تعليمها ..عملها ..حالتها الاجتماعية..
أفكارها ..وحتى عمرها .كما يج ُّد في الحصول على
أحدث صورها ..وحين يقرر لقياها ..يختار أحد
الأسواق الشعبية ..مثل :سوق الزمر ..باب اليمن..
باب السبحة ..شارع جمال ..قاع اليهود ..الصافية..
هايل ..إلخ تلك الأماكن المكتظة بالباعة والمتسولين..
وعادة ما يصل قبل الموعد ..يقف يرقب وصولها..
ليتأملها عند وصولها ..راص ًدا حركاتها وسكناتها..
وبعدها يقرر إن كانت تستهويه ،وإلا فتوارى وتركها.
متخ ًذا في بداية تواصله على النت أسلوب الحديث
العام ..مترف ًعا عن الكلام المبتذل ..ثم بعد ليال من
الحوارات ينتقل لأحاديث الذات ..مبد ًيا ثقافة واسعة
ومعرفة متنوعة بهدف إدهاشها ..حتى إذا ما تعودت
تواصله الدائم ..يبدأ بهدم جدران وفواصل تتصنعها..
منتق ًل إلى الحديث حول الاهتمامات المشتركة..
والهوايات الممتعة ..ثم تأتي خطوة الحديث عن
الميول والهموم ..وأخي ًرا يسهب فيما يثير غرائزها..
واستثارة غلمة تكمن في أعماقها ..ولليال يستمر مثي ًرا
شبقهما ..حتى يصل بها إلى ذروة متعة تشتهيها..
بعدها تكون الطريق قد ُمهد للقياها ..وقضاء ليلة
أو ليلتين حميمية ..لا يكررها ..بعدها يسارع لحظر
التواصل بها وإنهاء كل شيء .وهكذا مع كل من
عاشرهن.
لكن تقية كانت الاستثناء في كل شيء بين من
أصطادهن ..فهي من ك َّسرت قواعده ..بداية لم تعرفه
بعمرها ..أو مهنتها ..أو حالتها الاجتماعية ..أو زودته
بصورة لها ..تلك المعلومات التي كان يحدد بموجبها
اللقاء من عدمه .يحاول ويحاول ليجذبه غموضها..
ثم يدهشه صغرها في يوم لقياها بأنها في السادسة
عشر من عمرها ..كما أنها غير ممتلئة كما يفضل من