Page 101 - m
P. 101

‫‪99‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫القصة في اليمن‬

                                         ‫عليهم‪.‬‬
‫تنقض الكلاب عليَّ و ُك ٌّل يعض طر ًفا من أطرافي و ُك ٌل‬
 ‫يشد ناحيته‪ ،‬تريد تمزيقي‪ .‬حينها أصيح من الألم!‬

 ‫أحيا ًنا توقظني زوجتي وأنا أعرق بشدة‪ ،‬والغريب‬
 ‫أنني أشعر بالأم الشديد في أطرافي حتى لفترة بعد‬

                                       ‫صحوي‪.‬‬
  ‫ذات مرة لم يهدأ ذلك الألم في أطرافي طوال اليوم‪،‬‬
‫فذهبت إلى طبيب نفساني‪ ،‬بكيت في صالة الانتظار‪،‬‬
 ‫ليس من الألم فحسب‪ ،‬بل لم ي ُكن لد َّي مال لأدفعه‬

                                        ‫لطبيب‪.‬‬
    ‫بقيت حتى خرج من غرفة المعاينة‪ ،‬والدموع في‬
 ‫عيني‪ ،‬وقبل أن يغادر سألني عن حاجتي‪ ،‬فقلت له‬
  ‫عن بؤسي وكابوسي الذي يطاردني منذ سنوات‪،‬‬
     ‫وبعد الفحص والتحليل النفسي اتضح أن تلك‬
 ‫الكلاب هي روبوت وليست حقيقة‪ ،‬يحركها الرجل‬
‫الحديدي بريموت كونترول‪ ،‬وقال لي ماذا أردد قبل‬

                                 ‫النوم كل ليلة‪..‬‬
    ‫نم ُت وأنا أردد قبل النوم ما قاله الطبيب‪ ،‬لكنني‬
‫َحلم ُت بنفس الحلم‪ ،‬جرت بعدي الكلاب وحاصرتني‬
  ‫غير أنها لم تهاجمني‪ ،‬وفي نفس الوقت مشي رجل‬

      ‫أسمر بجواري يبتسم لي‪ ،‬إذا بالرجل الحديدي‬
   ‫ينادي أحد كلابه ذوي الأطراف الطويلة‪ُ :‬مز ُمز‪..‬‬
   ‫وأشار إلى الرجل الأسمر فوثب الكلب ُمز وأنقض‬
 ‫على الرجل وانشغل به‪ .‬غير أن الرجل أشار له رجل‬
 ‫آخر بجواره أن يدغدغ مؤخرة الكلب ففعل الأسمر‪،‬‬

                  ‫فتراخى الكلب وانقلب على ظهره!‬
    ‫لكن الكلاب الثلاثة التي كانت تحاصرني خرجت‬
    ‫من أفواهها كلاب صغيرة كالفئران‪ ،‬هربت منها‪،‬‬
   ‫التف ُّت إلى الخلف ورأيتها مشغولة بقمامة صغيرة‬
  ‫تبحث عما تأكله‪ ،‬بيد أن تلك ال ُقمامة لم يعد فيها ما‬
 ‫كان يرمي به الناس من لحم وسمك وأكل طري‪ ،‬إذ‬
  ‫بتلك الكلاب تقتتل فيما بينها وبعضها جرى خلفي‬

                                      ‫يطاردني‪.‬‬
   ‫لم أذهب إلى الطبيب لأنني أدرك أن الكلاب القزمة‬
     ‫ستعود إلى جوف الكلاب التي يتحكم بها الرجل‬
  ‫الحديدي‪ ،‬والغريب في الأمر أنني شاهدته آخر مرة‬
‫في حلمي‪ ،‬أن الدرع الحديدي قد بدأ يصدأ‪ .‬وإلي اليوم‬
‫وأنا أنتظر متي سأعود إلى أحلامي التي تضحكني في‬

         ‫نومي وزوجتي تسألني‪ :‬من هي حبيبتك؟!‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106