Page 167 - m
P. 167

‫‪165‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫والنزول لله‪ :‬تجسيم صريح‬                  ‫الإلهيه في خياله أو في‬   ‫إَِف ََّأن ْياَن َلمَّاَل ُت َوَوا ُّل ِوسا ٌع َف ََثع َّلمِي ٌَمو”ْج ُه(االبل َّقلِرة‪:‬‬
  ‫بغير كتاب ولا سنة‪ ،‬وكذا‬                ‫الوجود‪ ،‬وبالتالي‪ :‬اليد‬                        ‫‪.)١١٥‬‬
      ‫إثبات الحد والجلوس‬             ‫والوجه أو حتى الساق لا‬
    ‫والمماسه‪ ..‬تعالى الله عن‬          ‫يجب أن ننسبها لله لأنها‬       ‫ََي“و َُيْيسْْدوَت ََعم ِطْويُي َُْعنكوإَِ ََشنل ُ”فال( َاعُّلسنق ُلجمَو‪:‬س ِدا ٍ‪َ٢‬قف َ‪٤‬ل)‪.‬‬
                      ‫ذلك‪.‬‬             ‫أشياء‪ ،‬والله ليس كمثله‬           ‫“ال َّر ْح َم ُن َع َل ا ْل َع ْر ِش‬
    ‫أما ابن الجوزي الحنبلي‬         ‫شيء‪ ،‬فكيف ننسب له شيء‬                   ‫ا ْس َت َوى” (طه‪.)٥ :‬‬

‫فقد أنكر التجسيم والتشبيه‬                    ‫هو نفاه عن ذاته؟‬         ‫فالآيه الأولى تتحدث أن‬
‫أي ًضا‪« :‬وقد أخذوا بالظواهر‬          ‫نستعرض الآن بعض آراء‬           ‫الذات الإلهية «ليس كمثله‬
                                                                    ‫شيء»‪ .‬ونفي الشيئية عن‬
     ‫في الأسماء والصفات‪،‬‬                      ‫السلف في الأمر‪:‬‬       ‫ذاته يعني أن الإنسان لن‬
  ‫فس ُّموها بالصفات تسمية‬          ‫قال هشام بن الحكم‪ :‬إن الله‬         ‫يستطيع أن يتخيل شيئًا‬
 ‫مبتدعة لا دليل لهم في ذلك‬         ‫جسم محدود عريض عميق‬             ‫أو يتجسد أمامه شيء مثل‬

    ‫من النقل ولا من العقل‪،‬‬                             ‫طويل‪..‬‬         ‫الله‪ ،‬فلن يصل الإنسان‬
  ‫ولم يلتفتوا إلى النصوص‬             ‫وشيخ الإسلام ابن تيمية‬         ‫إلى هذا التصور عن الذات‬
   ‫الصارفة عن الظواهر إلى‬
   ‫المعاني الواجبة لله تعالى‪،‬‬          ‫يرد على القائلين بتنزيه‬    ‫ـــوتر القرآن‬
                                         ‫الله تعالى‪ ،‬عن الأجزاء‬
     ‫ولا إلى إلغاء ما توجبه‬             ‫والأعضاء‪ :‬إنهم جعلوا‬
‫الظواهر من سمات الحدث‪..‬‬              ‫عمدتهم في تنزيه الرب عز‬
                                   ‫النقائص على نفي التجسيم‪،‬‬
   ‫وحتى لا أطيل في عرض‬                ‫ومن سلك هذا المسلك لم‬
     ‫وجهات النظر المختلفة‬               ‫ينزه الله عن شيء من‬

 ‫فنحن أمام آراء متضاربة‪،‬‬                        ‫النقائص البتة‪.‬‬
     ‫ومتخبطه أحيا ًنا‪ ،‬داخل‬             ‫ويحكي ابن بطوطة في‬
                                     ‫كتابه «رحلة ابن بطوطة»‪،‬‬
‫المذهب الواحد‪ ،‬فلو كان ابن‬            ‫عن موقف حدث له وهو‬
‫حنبل يؤمن بالتجسيم فابن‬              ‫في دمشق في يوم الجمعة‪،‬‬
 ‫الجوزي ينكره وهو حنبلي‪.‬‬               ‫وكان شيخ الإسلام على‬
                                     ‫المنبر يعظ الناس فقال‪ :‬إن‬
        ‫أما المعتزلة فأنكروا‬         ‫الله ينزل إلى السماء الدنيا‬
   ‫التجسيم والتشبيه جملة‬              ‫كنزولي هذا‪ ،‬ونزل درجة‬
                                      ‫على المنبر‪ ،‬فعارضه فقيه‬
                    ‫واحدة‪.‬‬           ‫مالكي يسمى ابن الزهراء‬
  ‫وأما الأشاعرة فلدينا قول‬              ‫وأنكر ما تكلم به‪ ،‬فقام‬
 ‫الإمام أبي حسن الأشعري‬                  ‫العامة وضربوا الفقيه‬
                                    ‫ضر ًبا مب ِّر ًحا حتى سقطت‬
     ‫بإنكار التجسيم‪ ،‬إلا أن‬        ‫عمته‪ ،‬وقاموا بحمله إلى دار‬
    ‫الحافظ ابن عساكر أحد‬              ‫قاضي الحنابلة الذي أمر‬
‫تلاميذ الإمام قال بعد موته‪:‬‬           ‫بسجنه وعزره بعد ذلك‪.‬‬
     ‫كنا قد ألفنا كتا ًبا كبي ًرا‬  ‫قال الشيخ الكوثري الحنفي‬
  ‫في الصفات أثبتنا فيه اليد‬         ‫في وصف من أثبت الحركة‬
  ‫والوجه لله والاستواء علي‬

                   ‫العرش!‬
     ‫والآن نستعرض منهج‬
   ‫الدكتور محمد شحرور‪:‬‬
   ‫حيث قام بإحياء لمدرسة‬
   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172