Page 171 - m

‫‪169‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫أي مصحف آخر‪ ،‬بما فيها‬ ‫آخر‪ ،‬وكما قال جمال عمر‬ ‫عن كتابي الإتقان والفهرست‪.‬‬
‫المصحف الإمام‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫إن ترتيب المصحف الحالي‬
‫تحديد ابن مسعود لسور كل‬ ‫كان اختيا ًرا من متعدد‪ ،‬وكما‬ ‫أفكار حول الترتيب‬
‫قسم فيه اتساق داخلي‪ ،‬وكما‬ ‫يتضح من ترتيب السور في‬
‫مصحف ابن مسعود فهو‬ ‫‪ -1‬ترتيب السور بطريقة‬
‫في الحديث‪ :‬أعطيت مكان‬ ‫خيا ٌر ثا ٍن‪ ،‬وترتيب مصحف‬ ‫مختلفة عن مصحف عثمان‬
‫التوراة السبع الطوال وأعطيت‬ ‫أب ٍّي خيا ٌر ثال ٌث‪ ،‬وهناك خيار‬
‫حسب ترتيب النزول لابن‬ ‫يدل على أن ترتيب السور‬
‫مكان الزبور المئين وأعطيت‬ ‫ليس توقي ًفا عن النبي صلى‬
‫مكان الإنجيل المثاني وفضلت‬ ‫عباس‪.‬‬ ‫الله عليه وسلم لملازمة ابن‬
‫‪ -2‬الواضح أن منظومة‬ ‫مسعود للنبي وعدم تصور‬
‫بالمفصل‪ .‬وفي حديث آخر‪:‬‬ ‫تقسيم المصحف إلى ستة‬ ‫مخالفته له في أمر كهذا‪ ،‬ولعل‬
‫وفضلني بالحواميم والمفصل‪.‬‬ ‫أقسام ملتصقة بترتيب‬ ‫ابن مسعود إن كان حاض ًرا‬
‫السور لابن مسعود أكثر من‬ ‫أثناء كتابة المصحف الإمام‪،‬‬
‫وهناك قول بأن المفصل‬ ‫لعل المصحف كان يأخذ شك ًل‬
‫سمي بذلك لكثرة الفصل بين‬

‫سوره بالبسملة لقصرها‪،‬‬
‫وقول آخر إن المفصل هو‬
‫المحكم لعدم وجود آيات‬
‫منسوخة به‪ ،‬ولعل التأمل في‬
‫موضوعات سوره يوضح‬
‫أن آياته بها تفاصيل دعوة‬
‫الإسلام والتأكيد على مجيء‬
‫يوم القيامة وتفاصيله‪ ،‬وكأنه‬
‫مفصل حياة الإنسان ونهايته‬
‫سواء كان مؤمنًا أم كاف ًرا‪.‬‬
‫ويتضح الاتساق الداخلي في‬
‫سور المفصل عند ابن مسعود‬
‫عنها في تحديد سور المفصل‬
‫في مصحف عثمان‪ ،‬والتي تبدأ‬
‫بسورة (ق) في أرجح الأقوال‬
‫إلى نهاية المصحف‪ ،‬كما أن‬
‫سور الممتحنات يربط بينها‬

‫خي ٌط موضوعي‪.‬‬
‫‪ -3‬ليس في مصحف ابن‬
‫مسعود الفاتحة‪ ،‬وقد فسر‬
‫ذلك البعض لشهرة الفاتحة‬
‫والصلاة بها‪ ،‬ومن الممكن أن‬
‫تكون الفاتحة ليس مقصو ًدا‬
‫بها فاتحة الكتاب‪ ،‬وإنما هي‬
‫فاتحة القراءة كما في الصلاة‪،‬‬
‫وحديثًا يتم ختم القراءة بها‪،‬‬
‫والمعنى أنها ليس لها مكان‬