Page 166 - m
P. 166

‫العـدد ‪56‬‬                                                                                                            ‫‪164‬‬

                                                                                            ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                                                                                                        ‫يعتبر محمد شحرور‬

‫فأنكروا التجسيم‪ ،‬وهناك (الشورى‪.)١١ :‬‬                                                                                                                                                                              ‫حالة فريدة من نوعها‬
   ‫ُي“ َبإِا َِّين ُعالَّو ِذَني َانل َّ ُيَل َبا َي ِي ُد ُعاولَنَّلَِك َفإِ َّْنو َمَاق‬                                                                                                                       ‫في تعامله مع توتر آيات‬
    ‫َأ ْي ِدي ِه ْم َف َمن َّن َك َث َفإِ َّن َما‬                                              ‫من أثبته‪ ،‬والفرقتان من‬
                                                                                            ‫أهل السنة والجماعة‪ ،‬فمث ًل‬                                                                                           ‫القرآن‪ ،‬فالرجل وضع‬
‫َِيبنَم ُاك َُثعا ََعه ََدل َ َعن َل ْفْي ُهِسا ِهل َّ ََلو َمَف ْنَس َأ ُي ْوْؤ َ ِتفي ِه‬                                                                                                                        ‫منه ًجا متماس ًكا وقام‬
 ‫َأ“ ْ َجو ًِراَّلِ َعا ْ َلِظيْشًماِر”ُق( َاولا ْفَلتْغحِر‪ُ :‬ب‪.)١٠‬‬                              ‫الأشاعره والماتوريديه‬                                                                                         ‫بتقييد نفسه بهذا المنهج‪،‬‬
                                                                                            ‫ينكرون التجسيم ويصفون‬                                                                                               ‫ولم يخرج عنه ولم يأت‬
                                                                                            ‫التيارات السلفيه بالمجسمة‪،‬‬                                                                                      ‫الرجل بجديد‪ ،‬فمنهجه الذي‬
                                                                                             ‫ودعونا نتمسك بهذا المثال‬                                                                                            ‫أسس له كان مستنب ًطا‬
                                                                                                                                                                                                            ‫بالكامل من التنزيل الحكيم‪،‬‬
                                                                                                  ‫ونقوم بالتركيز عليه‬                                                                                         ‫ومدارس لغوية نشأت في‬
                                                                                              ‫وتطبيق منهج د‪.‬شحرور‬                                                                                            ‫عصر الإسلام الأول‪ ،‬تمتد‬
                                                                                                                                                                                                               ‫جذورها إلى القرن الثالث‬
                                                                                            ‫لإزالة التوتر بين الآيات‬                                                                                            ‫الهجري‪ .‬وفي هذا المقال‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫سأقوم بعرض المنهج‬
                                                                                            ‫التالية‪.‬‬                                                                                                          ‫وعرض بعض الآيات التي‬
                                                                                            ‫َأ َ“ْجزَفََعاواَ ِلط ًجَُرلا ُكا َلمو َِّمسِّمََنمْانا َ َْأواَلن ْنُفِتَع ِاسَوِمُكا َْْأمَل ْزْر َوا ِ ًضجا‬   ‫يتوهم البعض أنها تعارض‬
‫أحمد يحيي‬                                                                                   ‫َي َ ْذش َرْي ُؤٌء ُك َ ْوم ُه ِفَوي ِهال َل َّْيس َِمسي ُع َكا ِمْل ْثَبلِ ِه ِصي ُر»‬                               ‫بعضها‪ ،‬ومن ثم نقوم‬
                                                                                                                                                                                                            ‫بتطبيق منهج الدكتور محمد‬
‫محمد شحرور وتـــــــ‬                                                                                                                                                                                            ‫شحرور في قراءة بعض‬
                                                                                                                                                                                                            ‫الآيات التي عبر عنها جمال‬
                                                                                                                                                                                                              ‫عمر بظاهرة توتر القرآن‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫تعامل الفقهاء على مر‬
                                                                                                                                                                                                                   ‫العصور مع التنزيل‬
                                                                                                                                                                                                               ‫الحكيم وإزالة التوتر عن‬
                                                                                                                                                                                                             ‫آياته بالتقييد والتخصيص‬
                                                                                                                                                                                                            ‫والناسخ والمنسوخ وأسباب‬
                                                                                                                                                                                                            ‫النزول‪ ،‬مع أنهم اختلفوا في‬
                                                                                                                                                                                                             ‫الآيات الناسخة والمنسوخة‬
                                                                                                                                                                                                                ‫وتركوا لنا آراء بعضها‬
                                                                                                                                                                                                            ‫يناقض بعضه بع ًضا‪ ،‬لينتج‬
                                                                                                                                                                                                              ‫عن مجهودهم توتر الآراء‬
                                                                                                                                                                                                                 ‫حول القضية الواحدة‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                             ‫فمنهم من نسب إلى الله يد‬
                                                                                                                                                                                                               ‫ووجه وساق ومنهم من‬
                                                                                                                                                                                                              ‫أنكروا هذا وقاموا بتأويل‬
                                                                                                                                                                                                              ‫الآيات بشكل يتناسب مع‬
                                                                                                                                                                                                             ‫أن الله «ليس كمثله شيء»‪،‬‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171