Page 234 - m
P. 234

‫التركيز على الجانب‬                                  ‫العـدد ‪56‬‬                       ‫‪232‬‬
 ‫النسائي‪ ،‬هل هذه الروايات‬
                                                                        ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬  ‫بعد روايتك الثالثة «نقرات‬
      ‫نتيجة تجارب واقعية‬                                                              ‫الظباء» التي صدرت عام‬
 ‫بالنسبة ل ِك‪ ،‬أم هي تسجيل‬          ‫انتقلت للعمل في جامعة أريزونا‬
 ‫لحكايات الأمهات والج َّدات‬          ‫كأستاذة للأدب العربي ‪،٢٠١١‬‬                        ‫‪ ،2002‬أصدر ِت رواية‬
 ‫اللاتي عشن هذه الأجواء؟‬                                                               ‫«بروكلين هايتس” عام‬
                                         ‫لكنني انشغلت بالتدريس‪،‬‬                        ‫‪ ،2010‬و”أيام الشمس‬
   ‫بمعنى آخر‪ :‬من أين جاء‬           ‫وبإنجاز عدد من الأبحاث العلمية‬                    ‫المشرقة” ‪ ،2022‬وبينهما‬
     ‫الصدق الذي لمسته في‬           ‫المتصلة بالتثبيت والترقي‪ ،‬كتبت‬                    ‫“امرأة الأرق” ‪ ،2012‬أي‬
                  ‫قراءتها؟‬                                                            ‫ثلاثة كتب في ‪ 20‬عا ًما‪..‬‬
                                      ‫خلال تلك الفترة الطويلة عد ًدا‬                 ‫ما سبب هذا الانقطاع عن‬
    ‫لقد نشأت وكبرت وتعلمت في‬        ‫من الأبحاث الأكاديمية ونشرت‬
 ‫قرية من قرى محافظة الشرقية‪،‬‬                                                                         ‫الكتابة؟‬
  ‫نشأت كابنة لأحد العائلات التي‬        ‫في عدد من الدوريات العلمية‬
                                         ‫باللغة الإنجليزية‪ ،‬انشغلت‬                      ‫نعم‪ ،‬توقفت كثي ًرا في حياتي‬
    ‫تنحدر للقبائل العربية الكبيرة‬                                                       ‫عن الكتابة الإبداعية لأسباب‬
      ‫التي استوطنت أرض مصر‬            ‫بواجباتي الأكاديمية وظروفي‬                     ‫مختلفة‪ ،‬في البداية عند انشغالي‬
                                    ‫الشخصية‪ ،‬وأخذت وقتًا طوي ًل‬                     ‫بالماجستير‪ ،‬ثم توقفت مرة ثانية‬
 ‫لسنوات‪ ،‬نشرت أول رواياتي في‬        ‫للتطور كباحثة ومدرسة للأدب‪،‬‬                      ‫لأنجز رسالة الدكتوراة‪ ،‬لم أكن‬
‫دار شرقيات وهي رواية “الخباء”‬                                                         ‫متفرغة في حياتي على الإطلاق‬
                                       ‫وللتدريس باللغة الإنجليزية‪،‬‬                  ‫للكتابة‪ ،‬اتفرغ فقط للكتابة حينما‬
  ‫في ذلك الوقت‪ ،‬وأنا في بيت أبي‪،‬‬    ‫ولست نادمة على هذا الانقطاع‪،‬‬                      ‫يسمح الوقت بذلك‪ ،‬لم أستطع‬
‫والرواية بالطبع تعكس هذا العالم‬                                                        ‫على الإطلاق أن أقوم بالكتابة‬
                                       ‫لأنه سمح لي أي ًضا بالتطور‪،‬‬                   ‫الإبداعية اثناء انشغالي البحثي‪،‬‬
  ‫وتلك العزلة‪ ،‬نعم نشأت في بيئة‬     ‫والتعلم‪ ،‬كما أن عملي الأكاديمي‬                  ‫أتفرغ للبحث العلمي وأظل أؤجل‬
  ‫قبلية وكبرت بين عمات وجدات‬        ‫هو جزء من شخصيتي الأدبية‪.‬‬                           ‫في مشروعي الإبداعي‪ ،‬تظل‬
  ‫يتناقلن الكثير من الحكايات عن‬                                                        ‫الرواية مجرد فكرة تطاردني‬
                                   ‫رواياتك الثلاث الأولى التي‬                       ‫وأحاول تجنبها حتي أنهي عملي‬
                                     ‫صنعت شهرتك (الخباء‪،‬‬
                                    ‫الباذنجانة الزرقاء‪ ،‬نقرات‬                                           ‫الأكاديمي‪،‬‬
                                                                                                            ‫بعض‬
                                   ‫الظباء) كانت كلها عن عالم‬
                                    ‫البدو وعاداتهم وتقاليدهم‬                                              ‫الروايات‬
                                                                                                             ‫كتبت‬
                                        ‫وأساليب حياتهم‪ ،‬مع‬
                                                                                                      ‫وبعضها ظل‬
                                                                                                        ‫مشروعات‬

                                                                                                      ‫مؤجلة‪ ،‬فعلي‬
                                                                                                       ‫سبيل المثال‬
                                                                                                       ‫جاءت فكرة‬
                                                                                                     ‫“أيام الشمس‬

                                                                                                         ‫المشرقة”‬
                                                                                                           ‫منذ أن‬
   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239