Page 229 - m
P. 229

‫الملف الثقـافي ‪2 2 7‬‬

  ‫عليه ونتساءل‪ :‬أيهم أقرب‬      ‫تعدد الزوجات بغير شروط‪،‬‬      ‫بحثت فينا لوجدت أن أكثرنا‬
    ‫إلى رسالة الدين العالمية‬    ‫وذكر أن المقصود هو نساء‬      ‫يرفض تعاليم القرءان لأنها‬
                                ‫اليتامى الذين فيهم الكلام‪،‬‬
‫الخالدة‪ :‬أهو الخطاب الديني‬                                       ‫لا توافق ما ورثناه من‬
    ‫التقليدي الذي يستميت‬            ‫لأن الزواج منهن يمنع‬      ‫عادات الآباء‪ ،‬وحتى علماء‬
                                        ‫الحرج في أموالهم‪.‬‬
 ‫رجال الدين في الدفاع عنه‬                                        ‫الدين لا يستحيون من‬
   ‫ومحاربة من يخالفه؟ أم‬             ‫في سورة النساء الآية‬   ‫الانتصار للمذاهب والتقاليد‬
    ‫ما يمثله خطاب أبي زيد‬      ‫(‪« )25‬ما ملكت أيمانكم من‬
    ‫الدمنهوري من عقلانية‬       ‫فتياتكم المؤمنات»‪ :‬المقصود‬           ‫التي تخالف صريح‬
    ‫وإنسانية‪ ،‬والذي حاول‬                                                      ‫القرءان»‪.‬‬
  ‫فهم معنى الآية من خلال‬          ‫بالفتيات أنهن الخادمات‪،‬‬
                                ‫كما أنكر معنى ملك اليمين‬     ‫في سورة الحشر الآية (‪)7‬‬
‫سياقها بدون قطع‪ ،‬فيقرأ ما‬                                    ‫«وما آتاكم الرسول فخذوه‬
‫سبقها وما لحقها من الآيات‬          ‫الذي فسروه بأنهن من‬
                                    ‫الخادمات والوصيفات‬          ‫وما نهاكم عنه فانتهوا»‪:‬‬
   ‫بأسلوب يقوم على العقل‬          ‫اللائي يجوز التمتع بهن‬        ‫يفسرها الدمنهوري أنها‬
  ‫وبعي ًدا عن القشور وكتب‬           ‫كالزوجات بحجة أنهن‬        ‫بيان تقسيم الفيء ويضم‬
                                 ‫اشترين بالمال أو أسيرات‬    ‫إليه خمس الغنائم التي تأتي‬
                   ‫التراث؟‬      ‫بالحرب‪ ،‬فليس في الإسلام‬        ‫بالقتال‪ ،‬هنا تجده اختص‬
  ‫قرأ الشيخ محمد أبو زيد‬        ‫عرض امرأة يباح بغير عقد‬     ‫الآية بالفيء وتوزيع الغنائم‬
                                                               ‫فقط ولم يقل بتعميمها في‬
      ‫القرآن الكريم بأدوات‬                          ‫زواج‪.‬‬     ‫كل شيء‪ ،‬كما يزعم علماء‬
    ‫بسيطة وعبارات جزلة‪،‬‬             ‫في سورة الأنعام الآية‬       ‫السلف ومشايخ التراث‪.‬‬
                                    ‫(‪« )141‬وآتوا حقه يوم‬     ‫في سورة النساء الآية (‪)3‬‬
       ‫حذف منها كل كتب‬                                           ‫«وإن خفتم ألا تقسطوا‬
  ‫التراث واختلافات رواتها‬             ‫حصاده»‪ :‬أنكر إلزام‬
‫ورواياتها برؤى تتوافق مع‬           ‫الزكاة بمقدار معين وفي‬         ‫في اليتامى فانكحوا ما‬
  ‫كل ما اطلع عليه من علوم‬           ‫كل الخارج من الأرض‬        ‫طاب لكم من النساء مثنى‬
‫العصر‪ ،‬ولم يرد أن يختلف‬          ‫حق لا بد من إعطائه (يوم‬        ‫وثلاث ورباع فإن خفتم‬
  ‫مع الفقهاء فلم يتطرق إلى‬         ‫حصاده) وترك التقدير‬         ‫ألا تعدلوا فواحدة»‪ :‬أنكر‬
  ‫نقدهم أو تسفيه أدواتهم‪،‬‬      ‫للأمة بحسب الحالة‪ ،‬بمعنى‬
                                   ‫أن الحاكم‬
     ‫ولكن هذا لم ين ِّج ِه من‬
    ‫هجومهم المتلاحق عليه‪،‬‬            ‫يحددها‬
 ‫والذي هو مصير أي مفكر‬           ‫حسب حال‬
‫أو باحث يحاول حث العامة‬           ‫أمته‪ ،‬وقال‬
  ‫على التفكير وإعمال العقل‬       ‫في مصارف‬
‫والبعد عن سيطرة المؤسسة‬
 ‫الدينية‪ ،‬ولا غرابة‪ ،‬فالنفوذ‬       ‫الزكاة إن‬
     ‫الديني وشهوة السلطة‬        ‫معنى الرقاب‬
  ‫قد تعمي بصيرة الإنسان‬         ‫هو خلاصها‬
‫وتفقده أبسط قواعد المنطق‪،‬‬      ‫من الاستعباد‬
 ‫حتى لو أدى هذا على المدى‬
  ‫البعيد إلى انهيار المؤسسة‬        ‫(الديون)‪.‬‬
                                ‫والآن لنتأمل‬
                   ‫بالكامل‬       ‫ما قاله ذلك‬
                               ‫العالم المفترى‬
   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234