Page 228 - m
P. 228

‫العـدد ‪56‬‬                            ‫‪226‬‬

                               ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

‫العقيمة‪ ،‬لم يكن الدمنهوري‬       ‫حاول محمد أبو زيد أن يجعل هذا‬
       ‫فقط هو من قال بهذا‬      ‫التقنين وتلك المدنية موجودة في‬

    ‫الرأي وإنما هو نفس ما‬          ‫القرآن يقرها ولا يخالفها‪ .‬وفي‬
  ‫قاله أحد علماء الأزهر بعد‬      ‫هذا الكتاب‪ /‬الرسالة‪ :‬أنكر مسألة‬

     ‫عشرين عا ًما من جدل‬            ‫الرقيق وملك اليمين‪ ،‬وأكد على‬
    ‫الدمنهوري وهو الشيخ‬         ‫حرية المرأة وتعرض لأدب السفور‪،‬‬
   ‫عبد المنعم النمر في مقاله‬      ‫وتحدث عن الزواج بالتراضي بين‬
   ‫بمجلة الأزهر عام ‪1951‬‬
 ‫«لم أجد من تفاسير العلماء‬          ‫الزوجين‪ ،‬وأن الطلاق لا يقع إلا‬
  ‫السابقين تفسي ًرا واض ًحا‬      ‫بقصد صحيح من الطرفين‪ ،‬وأشار‬
 ‫قريب المعني لأنهم جعلوها‬      ‫إلى أن حقوق الزوجية المدنية التي‬
                                 ‫تصلح بها الأمم وينتظم بها سير‬
      ‫معر ًضا لعلومهم التي‬        ‫الاجتماع الإنساني‪ ،‬وأنكر التعدد‬
  ‫عرفوها في عصرهم‪ ،‬وقد‬
 ‫خاضوا فيها لدرجة تجعلك‬                             ‫في الزواج للرجل‪.‬‬
   ‫تبعد عن شاطئ القرءان‪،‬‬
 ‫وإنها خالية من البحث عن‬          ‫وصل إلى حد أنك لا تجد‬       ‫وعلمائه مع الدمنهوري أنه‬
   ‫أهداف القرءان‪ ،‬فالألفاظ‬         ‫أص ًل من أصول القرآن‬        ‫يقترب من منطقة نفوذهم‬
   ‫والبلاغة والكلام هي أهم‬          ‫إلا وتجد بجانبه رواية‬       ‫وتحكمهم بالسيطرة على‬
                                 ‫موضوعة لهدمه وتبديله‪،‬‬          ‫العوام البسطاء من خلال‬
      ‫ما يوجد في التفاسير‪،‬‬        ‫والمفسرون قد وضعوها‬        ‫السنة التي يعتبرونها ثلاثة‬
  ‫وكلها لا يوجد بها تفسير‬      ‫من حيث لا يشعرون‪ ،‬حيث‬         ‫أرباع الدين‪ ،‬وحتى اتهامهم‬
                               ‫جعلوا الاصطلاحات الفقهية‬
     ‫حقيقي للقرءان‪ ،‬وتجد‬         ‫والكلامية أصو ًل ح َّكموها‬       ‫له بإنكار إجماع الأمة‪،‬‬
 ‫لهم أحيا ًنا تفسيرات تافهة‬      ‫في القرءان وأنزلوها عليه‪،‬‬    ‫سبقه ابن تيمية وابن القيم‬
   ‫بعيدة كل البعد عن هدف‬         ‫ووضعوا فيه من الجمود‬
 ‫القرءان وعظمته‪ ،‬وبعضهم‬        ‫والعراقيل ووسائل التفريق‬         ‫الجوزية وقال كلاهما إن‬
                               ‫والشقاق حتى ُفقدت هدايته‬       ‫الإجماع ليس حجة‪ ،‬وبرغم‬
   ‫يلجأ إلى نقل إسرائيليات‬                                   ‫ذلك لم يهاجما مثلما هوجم‪.‬‬
‫مدسوسة وأحاديث مختلفة‬                ‫بالمجادلات في الألفاظ‬   ‫كذلك أثار المنهوري حفيظة‬
 ‫في القوة والضعف لتفسير‬         ‫والمذاهب‪ ،‬وضاعت معانيه‬         ‫العلماء حين كتب أن تأخر‬
                                                              ‫المسلمين بسبب بعدهم عن‬
  ‫القرءان»‪ .‬فلماذا لم يكفره‬           ‫ومقاصده بالروايات‬      ‫القرءان وعدم العمل به‪ ،‬وأن‬
 ‫علماء الأزهر كما فعلوا مع‬           ‫الناسخة والتفسيرات‬       ‫الدس والحشو فى التفاسير‬

   ‫الدمنهوري وكلاهما قال‬
‫نفس الشيء عن التفاسير؟!‬
‫والآن لنلقي نظرة على بعض‬

  ‫تفاسير الدمنهوري بدون‬
    ‫الاستدلال بكتب التراث‬

 ‫والسنة‪ :‬في سورة الشعراء‬
    ‫الآية (‪« )137‬إن هذا إلا‬

   ‫ُخلُ ُق الأولين»‪ :‬تدبر كيف‬
 ‫أنهم يكفرون تقلي ًدا لآبائهم‬

     ‫وتعصبًا لعاداتهم‪ ،‬ولو‬
   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233