Page 224 - m
P. 224

‫العـدد ‪56‬‬                                               ‫‪222‬‬

                               ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

      ‫من العديد من العلماء‬     ‫أسعدني الحظ بمراجعة‬           ‫«محمد أبو زيد الدمنهوري»‪..‬‬
   ‫والشيوخ‪ ،‬وصودر كتابه‬                                          ‫ولغز تفسيره للقرآن‬
  ‫واختفى حتى ظن الجميع‬              ‫مخطوطة لمفكر صديق‬
  ‫أنه لم يعد له وجود‪ ،‬حتى‬         ‫يبحث في أحد الكتب التي‬     ‫هالة عصمت‬
‫ظهرت بعض النسخ مؤخ ًرا‬
 ‫على الإنترنت في شكل ملف‬            ‫تمت مصادرتها وحرق‬
  ‫مصور أتاحت لنا التعرف‬            ‫نسخها لكي أتعرف على‬
‫على الكتاب وبعض من أفكار‬         ‫اسم لم أكن قد سمعت به‬
  ‫مؤلفه‪ ،‬ولكن قبل مناقشة‬            ‫من قبل ألا وهو الشيخ‬
  ‫الكتاب فلنحاول أن نعرف‬           ‫محمد أبو زيد المنهوري‬
‫من هو أبو زيد الدمنهوري؟‬          ‫المولود (‪)1309 /1892‬‬
    ‫عندما نحاول البحث عن‬       ‫وعلى ما حدث له من أحداث‬
 ‫الرجل نجد أن المذكور عنه‬         ‫جعلته ينضم إلى سلسلة‬
‫في الإنترنت بضع معلومات‬         ‫من الكتاب والمفكرين الذين‬
                                   ‫تم التنكيل بهم لا لشيء‬
     ‫قليلة‪ ،‬وربما لو لم تقم‬       ‫الا لخروجهم عن المألوف‬
 ‫جريدة الأهرام بعمل حوار‬        ‫من الأفكار والتغريد خارج‬
                               ‫السرب‪ ،‬وقد سبقه ولحق به‬
    ‫معه عام ‪ 1931‬لكان من‬         ‫الكثيرون على سبيل المثال‬
     ‫الصعوبة بمكان العثور‬       ‫طه حسين الذي حوكم على‬
    ‫على معلومات تدل عليه‪،‬‬        ‫كتابه (في الشعر الجاهلي)‬
   ‫وإنما سوف نجد مقالات‬        ‫عام ‪ 1926‬وعلي عبد الرازق‬
 ‫تنهال عليه باللعن والتكفير‬    ‫على كتابه (الإسلام وأصول‬
  ‫والزندقة من بعض رجال‬           ‫الحكم) عام ‪ 1925‬ومحمد‬
  ‫الدين في بعض المواقع‪ ،‬لا‬        ‫أحمد خلف الله على كتابه‬
   ‫لشيء إلا لما ذكرنا ساب ًقا‬   ‫(الفن القصصي في القرآن)‬
                                   ‫‪1947‬م وآخرون‪ ،‬مثلما‬
      ‫من مخالفته طريقتهم‬        ‫حوكم محمد الدمنهوري في‬
‫المعتادة‪ .‬من ضمن التعريف‬          ‫عام ‪ 1918‬بسبب ما كتبه‬
 ‫عن شخصية أبي زيد الذي‬           ‫عن عدم نبوة آدم مما دعا‬
‫وضعته الجريدة مع الحوار‪،‬‬       ‫المحكمة الشرعية إلى تكفيره‬
  ‫أنه كان مجاو ًرا في الأزهر‬   ‫والحكم بتفريقه عن زوجته‪،‬‬
  ‫ثم التحق بالمدرسة الدينية‬    ‫ثم ما لبثت المحكمة أن ألغت‬
‫الخاصة بمحمد رشيد رضا‬
                                          ‫الحكم فيما بعد‪.‬‬
   ‫(‪ )1935 -1865‬المسماة‬           ‫ولكن الأمر لم ينت ِه ببطل‬
‫«دار الدعوة والإرشاد» سنة‬        ‫مقالنا اليوم عند هذا الحد‪،‬‬
                               ‫وإنما كانت بانتظاره عاصفة‬
   ‫‪ ،1911‬ثم تعثرت المدرسة‬         ‫أكبر في عام ‪ 1930‬عندما‬
  ‫ماليًّا لضعف التبرعات مع‬       ‫قام بتأليف كتابه (الهداية‬
 ‫بداية الحرب العالمية الأولى‬    ‫والعرفان في تفسير القرآن‬
                                 ‫بالقرآن) فهوجم بشراسة‬
    ‫عام ‪ ،1914‬فتم إغلاقها‪،‬‬
    ‫ومنذ ذلك الحين استقل‬
  ‫محمد أبو زيد الدمنهوري‬
   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229