Page 222 - m
P. 222

‫العـدد ‪56‬‬                            ‫‪220‬‬

                              ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                       ‫إجماع عصر قديم مناسب‬
                                                                ‫لبيئته وثقافته لا يجب أن‬
‫الإخوان المسلمين والجماعة‬          ‫فإذا كان منهج الخليفة‬
    ‫الإسلامية التي أسسها‬        ‫سلي ًما فيمكن استشارته‪،‬‬           ‫يكون حك ًما على عصرنا‬
     ‫أبو الأعلى المودودي في‬    ‫ولكنه لا يتفق مع ما ذهب‬          ‫الحالي‪ ،‬وليس بالضرورة‬
       ‫باكستان‪ ،‬وربط بين‬      ‫إليه ذلك الصراع السياسي‬
                                                                   ‫أن يكون صحي ًحا‪ ،‬فقد‬
  ‫الحركة النقابية والإسلام‬          ‫من الشطط والتطرف‪.‬‬            ‫خالف الأصفهاني النسخ‬
‫فكلاهما دعوة للمضطهدين‬          ‫أما عن الشيعة الرافضين‬           ‫في القرءان رغم الإجماع‬
                                ‫لمعظم الأحاديث ما عدا ما‬      ‫واتضح أن الأصفهاني كان‬
      ‫ودعوة للعدل‪ ،‬ودعوة‬      ‫ارتضوه من (‪ )17‬صحابيًّا‪،‬‬           ‫رأيه سلي ًما‪ ،‬وكما رفض‬
   ‫تستهدف الجماهير‪ ،‬وأن‬          ‫فكان رف ًضا سياسيًّا‪ ،‬في‬        ‫المفكر جمال البنا أسباب‬
    ‫الإسلام بقيمه الإيمانية‬      ‫تلك الفترة كانت القضية‬       ‫النزول‪ ،‬رفض أي ًضا الناسخ‬
    ‫والعدل والتكافؤ أفضل‬      ‫السياسية جز ًءا من العقيدة‪،‬‬       ‫والمنسوخ واعتبره جريمة‬
‫حل عن الأنظمة الاشتراكية‬       ‫وكانت الإمامة عند الشيعة‬       ‫في حق القرءان‪ ،‬فليس هناك‬
‫والرأسمالية‪ ،‬لأن الرأسمالي‬      ‫جز ًءا من العقيدة‪ ،‬أما عند‬        ‫نسخ في القرءان ولكنها‬
                                                                  ‫بدائل‪ ،‬فالقرءان لم ينزل‬
     ‫المسلم يجب أن يختلف‬           ‫السنة فكانت فر ًعا من‬         ‫للعرب وحدهم‪ ،‬والقرءان‬
   ‫عن الرأسمالي الأوروبي‪،‬‬                        ‫الفروع‪.‬‬        ‫أبدي ولكل العالم وبالتالي‬

       ‫والعلاقة بين العامل‬    ‫ويرى أن الإسلام دين وأمة‬             ‫فهي بدائل‪ ،‬ويستشهد‬
   ‫المسلم والرأسمالي المسلم‬    ‫وليس دينًا ودولة‪ ،‬ويع ِّرف‬        ‫بآية « َوإِ َذا َب َّد ْل َنا آ َي ًة َّم َكا َن‬
                                                               ‫آ َي ٍة» (النحل‪ ،)101 :‬كما أن‬
    ‫ليس فيها صراع طبقي‬            ‫الأمة بأنها تج ُّم ٌع لناس‬   ‫استخدام كلمة آية في و» َما‬
    ‫بل هي قضية ظلم‪ ،‬وأن‬          ‫على أرض واحدة وبينهم‬
   ‫الديمقراطية والاشتراكية‬    ‫مصالح مشتركة‪ ،‬وهم غير‬               ‫َن ْن َس ْخ ِم ْن آ َي ٍة َأ ْو ُن ْن ِس َها‬
                                 ‫مقيدين بنظام أو التزام‪،‬‬         ‫َن ْأ ِت ِب َخ ْي ٍر ِم ْن َها َأ ْو ِم ْثلِ َها»‬
      ‫مضمونهما ومعناهما‬          ‫وإذا وجدت سلطة لديها‬         ‫(البقرة‪ ،)106 :‬قمعناها هنا‬
         ‫موجود في القرءان‬                                         ‫علامة أو معجزة وليس‬
                                   ‫قوة ثم قانون ومحاكم‬           ‫معناها نص‪ ،‬مثل معجزة‬
     ‫الذي يتضمن مضامين‬            ‫تظهر الدولة‪ ،‬والإسلام‬
     ‫ثورية تكمن في المعاني‬    ‫يهتم بهداية الناس ولا يهتم‬            ‫سيدنا موسى نسخها‬
      ‫والقيم والأثر النفسي‬       ‫بالصورة السياسية التي‬             ‫بمعجزة سيدنا عيسي‪.‬‬
  ‫العميق والذي تم تفريغه‪،‬‬       ‫يكون عليها الناس‪ ،‬ولكنه‬         ‫فالنسخ يقضي على حكمة‬
 ‫واستبداله بالمنهج التقليدي‬      ‫يضع مبادئ عامة للحكم‬            ‫القرءان‪ ،‬والقرءان يفسر‬
 ‫في المنهج السلفي والصوفي‬     ‫الرشيد مثل الشورى‪ ،‬حرية‬
                                   ‫الفكر والمعارضة‪ ،‬وأن‬                    ‫بعضه بع ًضا‪.‬‬
            ‫وأصبح لاهو ًتا‪.‬‬     ‫الخلافة لم تكن في الأغلب‬      ‫ثم يحاول المفكر جمال البنا‬
‫أما عن آراء المفكر الاسلامي‬     ‫أفضل الفترات‪ ،‬ويرى أنه‬
                                ‫من الممكن قيام كومنولث‬         ‫تصحيح جانب من صورة‬
     ‫جمال البنا التي أثارت‬                                         ‫الخوارج‪ ،‬فهم أول من‬
      ‫عليه الضجة واعتبرت‬                        ‫إسلامي‪.‬‬
 ‫فتاوى وهي ليست بفتوى‪،‬‬             ‫لقد أسس البنا الاتحاد‬       ‫فتح الباب لرفض الحديث‪،‬‬
   ‫والرجل ليس مفتيًا ‪-‬كما‬       ‫الإسلامي العام الدولي في‬             ‫ورفض رجم الزاني‪،‬‬
   ‫صرح كثي ُرا‪ -‬فهو يعتمد‬         ‫جينيف واشتغل بالعمل‬
  ‫على أساس شرعي يقيس‬           ‫النقابي‪ ،‬وأراد بهذا الاتحاد‬         ‫ويوضح مبررهم بعدم‬
      ‫عليه الأحكام‪ ،‬وهو ما‬       ‫عمل تنظيم موا ٍز لجماعة‬      ‫أخذ الأحاديث من الصحابة‬
  ‫جاء في القرءان والحديث‪:‬‬                                     ‫المشاركين في الفتنة الكبرى‪،‬‬
‫الحلال ما أحله الله في كتابه‬
  ‫والحرام ما حرمه الله وما‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227