Page 64 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 64

‫العـدد ‪١٩‬‬   ‫‪64‬‬

                                                                ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫عبد الله زهر‬

‫(البحرين)‬

‫قصيدتان‬

            ‫َأهي الخي ُل تل ُّف الكو َن في قافل ِة الإيقاع‬          ‫‪ )1‬رقص ٌة غجر َّية‬
              ‫تجري في د ِم التاري ِخ رق ًصا غجر ّيا؟!‬                       ‫رق َص الضو ُء على رقصتِها الج ْذلى‬
                                                                                            ‫كما نافور ٌة إنسيَّ ٌة‬
   ‫«ما أنا إلا ف ٌم مقطو ُع»‪ ،‬قال الخص ُر (خص ُر امرأ ٍة‬                   ‫تزهو على ُسمر ِة جس ٍم طاز ِج الطي ِن‬
                                 ‫غجري ِة العيني ِن)‪.‬‬                    ‫في شهوتها القصوى امتزاجا ُت جنو ٍن‪..‬‬
                                                                        ‫وارتم ْت تسأ ُل سق َف المسر ِح العطشا ِن‪:‬‬
                ‫واستوح َش من أسمائ ِه حب ُر المدى‬
         ‫أشياؤ ُه تجن ُح أن ُتقذ َف من بركانها الهائ ِج‬                            ‫ه ْل كان حل ًما ضائ َع الوج ِه؟‬
    ‫تشتا ُق إلى أ ْن تجعل اللاشي َء في الأر ِض سؤا ًل‬                                   ‫َأه ْل كان سرا ًبا أبد ّيا؟!‬

                                          ‫نبو ّيا‪.‬‬                    ‫رقص ْت شو ًقا إلى الله كنه ِر اللغ ِة المخنو ِق‬
                   ‫ثم را َح الرق ُص يخت ُّط سديم الله‬                          ‫‪-‬إ ْذ كان المدى يغفو ويستيق ُظ‪-‬‬
‫يصفو ويماهي أغنيا ِت الغج ِر الآتي َن من مستقب ٍل عا ٍر‬
                                                                        ‫كالمفتونة الس ْكرى تص ُّب النا َر في النا ِر‬
                                   ‫من الأوصا ِف‬                                         ‫وتستوق ُد و ْج ًدا عربيّا‪.‬‬
   ‫«هذا الوط ُن اليابس هذا الوطن المخض ُّل لا يعرف‬
‫وجهي؟!» أشار ْت في نشي ٍد ورد ٌة إنسيّ ٌة منبوذ ٌة في‬                         ‫أهي المو ُج الذي يستنط ُق التاري َخ‬
                                                                    ‫يمشي فوق خيط الس ِّر مسبو ًكا بماء ال ُحس ِن‬
                                  ‫صمتِها الجام ِح‬                  ‫مندا ًحا على طرف النهايا ِت وأشواط البدايا ِت‬
‫وانه ّد ْت سقو ُف اللغ ِة المجنون ِة الأطرا ِف في صم ٍت عليّا‪.‬‬
                                                                        ‫كأ َّن الجس َم في ماهيّة الرقصا ِت مغزو ٌل‬
      ‫‪ )2‬مرايا الخراب‬                                                    ‫إذا استكنه َت سح َر الشر ِق في أخلاط ِه‬
                          ‫في آخ ِر الأ ْر ِض الخرا ِب‬                   ‫تلم ُح فوق الهود ِج النشوا ِن وج ًها بدو ّيا‬
                                  ‫د ٌم ُيغنِّي ِخلس ًة‬                       ‫غرق ْت في المسر ِح الغجر ِّي أسرا ٌر‬
                          ‫ود ٌم يقو ُل‪ :‬أنا نشي ُد اللهِ‬
                              ‫لا لغ ٌة تشاب ُه أعيني‬            ‫وبان ْت كالحكايا ِت الملوع ِة التفاصي ِل نهو ٌد ناتئا ٌت‬
                        ‫وفمي هو الليمو ُن أعصر ُه‬                  ‫تلكم الأروا ُح بالجمر الخلاس ِّي محنا ًة أياديها‬
                       ‫فيشرب ُه الجنو ُن المستحيل‪.‬‬                                         ‫رما ُد الحز ِن غ َّطاها‬
                                                                                             ‫وع َّراها انشرا ٌح‪..‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69