Page 61 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 61
61 إبداع ومبدعون
شعــر
ديمة محمود
نبوءة
لأ َّن العناقيد لا تأتي ُفرادى فإ ّنني أص ِّدق -وج ًّدا-
أ َّن أحذيتنا ستحملنا في المسير بعد أن تهترئ
سنمشي بها ِخفا ًفا أو ثقا ًل في سرادي َب تائهة
قد يأخ ُذنا نحي ُب ورد ٍة سقطت من كتاب حبيبة نحو ال َّطريق
أو خرق ُة رضي ٍع رموه في رصيف الأخطاء
أو مجدا ٌف في ض َّفة ينتظر اليوم الذي لا يج ِّدف فيه العاشقان نحو نقطة.
لأ َّن ال ِّشعر ينضح من العدم سأج ِّمد عدمي في قوال َب ثل ٍج
أخرجها وقت الحاجة فتلد غابا ٍت من صنوبر وبلُّوط وكستناء وخوخ
أو ِّزعها على طارقي الأبواب والحاجات وال َّصعاليك
أ َّما القشور فسأع ِّوذ به سلالمي وأو ِّطدها بالأرواح ال ِّشريرة.
بذرة المحو لا تكب ُر إلى شجر ٍة
لأنها تتقيَّأ ماءها على بعد كيلومترات بأحماض نتنة
بذرة المحو عقيم ٌة لا تم ُّد جذو ًرا
عمياء لا ترى الشمس
بكماء صماء تتآك ُل بلا أسيد أو ديزل
ومع ذلك تغنج بين النَّاس في الأسواق وتكبِّر!
فيما مضى عهدت أمي بي إلى ع ّراف ٍة من الأرمن
تك ُّب ال َّزيت في ك ِّل بقع ٍة من جسدي وتمتم في أذني اليمنى:
«هنا خبَّأ ُت العفاريت وال َّصولجان والح َّمى لتر ِّبي سنابلها وأقلام التوتياء والنسرين
للحلول يو ٌم خريف ٌّي يل ِّون ال َّسماء والأظفار والقدور
ستكو ُن عرو ًسا للنَّهر وتنخل القصيدة
كوز ٍغ لا يقدر على التقاط خ ِّط رحلته أحد».
هذي القبَّعات ليست لنا وال ُّسرادق ينتظر الجماهير
طريقنا هناك بعصيِّنا نه ُّشه
وأنتما قنديلاي وكلانا قنديل أخيه
لله ما أعطى ولله ما أخذ وال َّركب لا ينتظر ال ُّثغاء!