Page 58 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 58

‫العـدد ‪١٩‬‬                            ‫‪58‬‬

                                                               ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫إبراهيم حسو‬

‫(سورية)‬

‫هؤلاء الهواء‬

             ‫‪... 2‬‬                                                    ‫‪... 1‬‬

                                        ‫لكن‬                                              ‫لم أعد أعر ُف‬
                   ‫أيكو ُن ك ُّل هذا بفعل الو ْحدة‬
      ‫أيكون هذا لأ َّنني كن ُت مع نفسي ذات يوم‬                     ‫إن كتب ُت هذه القصيدة أم شاع ٌر آخر‬
 ‫لا أعر ُف إن كن ُت ترك ُت العال َم أم العالم تركني‬                                 ‫هذه ليست كلماتي‬
                 ‫ومع ذلك لا أكي ُد كر ًها لأح ٍد‪.‬‬
                                                                                          ‫ليست لغتي‬
             ‫‪... 3‬‬
                                                                              ‫ليست إشاراتي ورموزي‬
                         ‫هذا ما تفعلُه الوحدة‬
                       ‫أن تح َّب هذا الذي في َك‬                                     ‫أكاذيبي الصادقة‪.‬‬
            ‫أن تنظ َر إلى نفس َك على أن َك لستها‬
                   ‫أن تعي َد السم َع الى ماضي َك‬                                           ‫لم أع ْد أعي‬
                                                       ‫إن كانت الطفل ُة في آخر القصيدة هي ابنتي أم ابنة‬
                              ‫كأن َك لم تعش ُه‬
‫تمضغ ُه من جدي ٍد كما أن َك تري ُد إعادت ُه وترميم ُه‬                                      ‫شاعر آخر‬

         ‫أن تف ِّكر أن تكو َن الفكرة الأبدية ذاتها‬                        ‫إن كان المو ُت في أول السطر‬
      ‫فكرة أن تكون صبا ًحا على سبي ِل الشعر‬               ‫هو موت صدي ٍق ترك ُته هناك وحي ًدا بالقرب من‬
‫أن تكون شجر ًة مثق َل ًة أو لا ضير أن تصبح لي ًل‬
                                                                                                ‫نفسه‬
                                      ‫يائ ًسا‬                      ‫كأ َّنني أكتب قصيد ًة وهميَّ ًة عن الح ِّب‬
      ‫سماء حقيقي ًة دون رتو ٍش في لوح ِة طفل‬
                                                                                       ‫وأنا لم أتج َّرعه‬
         ‫مط ًرا سعي ًدا يهطل أ َّول مرة في حياته‬                                           ‫لم أذ ْقه قط‬
                            ‫ما تفعلها الوحدة‬
                                                                                    ‫لا أعر ُف شيئًا عنه‬
       ‫أنك تصبح هؤلاء الهواء أو بخار قصيدة‬
                             ‫يتراءى من بعي ٍد‬                               ‫كأنني س َب َق وكتب ُت عن هذا‬
                                   ‫بعي ٍد ج ًّدا‪.‬‬                                      ‫وبنفس العنوان‬

                                                                                    ‫والكلمات والصور‬
                                                                      ‫كأ َّنني ألقيتها منذ سن ٍة أو البارحة‬

                                                                                ‫وكنتم هنا مع القصيدة‬
                                                                              ‫تص ِّفقون بالحما ِس نفسه‬
                                                             ‫وترمقونني بنف ِس العيو ِن الخجولة المت َعبة‪.‬‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63