Page 53 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 53

‫‪53‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                     ‫َومهما شئت قل إِ ّني أَسي ٌر‬        ‫أَ ََلوعاللاىعت ِّررعبجدعألَ الَيضأَما ِيءح ًن َّباَلةأَكيواال َِرَشسمباسيًولُل ُل‬
                     ‫َومهما شئت قل إِ ّني َقتيل‬           ‫فإن أَمامك السوح الأَهيل‬
                    ‫َوخذ لي من إِشارته جوا ًبا‬          ‫َوإِما ذبت من عط ٍش فأو ِرد‬
                   ‫يخ ُّف بلفظه الحمل الثقي ُل‪.‬‬          ‫حيا ًضا ماؤهن السلسبيل‬
  ‫وكشأن شمس الشموس الذي لم يبق في نفسه‬                   ‫حيا ًضا للأَ ِح َّبة َلي َس َيبقى‬
 ‫لشيوخه بعد أن فارقوا الحياة إلا الإجلال والإكبار‬
   ‫والتقدير؛ كان الباهوت أي ًضا‪ ..‬فقد شهقت روحه‬             ‫لشارب مائها أَ َب ًدا َغليل‬
  ‫الباذخة مرات بالوجد لذكريات شيخه‪ ..‬وظ َّل على‬         ‫َونا َد بساحة النادي َجمي ًل‬
 ‫الدوام يعلن عدم استغنائه عن استمداد مد ِده‪ ،‬وهذا‬       ‫َيلوح لعينك الوجه الجميل‬
‫ن ٌّص آخر له يض ُّج بأشواقه الباكية الحزينة وتتغنَّى‬    ‫َجميل َلي َس يبخل بال َعطايا‬
  ‫ألفاظه صراحة بالغيث بن جميل ودير عطا‪ ..‬ولكن‬         ‫إِوذاَليماَسلاي َحؤوفادِهساتل ِنخِخطالبم اطلا َيجاليل‬
         ‫على طريقة اب غيث وبرق صادق ورعد‬                 ‫فث َّم عليك قد وجب النزول‬
                                                       ‫َوع ِّفر في الثرى َوج ًها وخ ًّدا‬
                        ‫بحر له بالمكرمات مد‬
                         ‫ليس له سواحل ُتح ُّد‬                 ‫َفذلك من تحيته َقليل‬
                         ‫خلق جميع وإله فرد‬             ‫َوسل ما شئت مسكي ًنا َذلي ًل‬
                        ‫له عليهم شرف ومجد‬
                                                           ‫يعينك أَو ُينيلك أَو ُيقيل‬
                            ‫ورتب عالية وجد‬              ‫َولا تستعظم َّن سؤا َل شيء‬
                      ‫وقدرة تخفى بهم وتبدو‬
                                                             ‫فإن عطاءه ج ٌّم جزيل‬
                        ‫ليس لها عما يريد رد‬           ‫َوع ِّرض يا رسول لهم بذكري‬
                          ‫ونعم جزيلة وسعد‬
                                                           ‫فإن لسان معذرتي كليل‬
                        ‫ما إن تحد لا ولا ُتع ُّد‪.‬‬     ‫َوكن لي شا ِف ًعا بالوصل إِ ّني‬
‫أخي ًرا تتمنَّى هذه المقاربة البدئية لعلاقة الشيخين‬
                                                         ‫مح ٌّب‪َ ،‬والمحب هو ال َّذليل‬
  ‫الكبيرين وما فيهما من واقع حال وتصادم أحوال‬         ‫مح ٌّب قد أسأت َوطال هجري‬
    ‫أن تكون منطل ًقا لمقاربات تتغيا الكشف والتأ ِّني‬
                                                           ‫َفلا أَدري هنالك ما أَقول‬
‫وتتغير فيها زوايا الرؤية بعي ًدا عن التقوقع في حيز‬       ‫َفمهما شئت قل إِ ِّني كئي ٌب‬
‫الأسبقيات الظالمة‪ ..‬لقد كان الباهوت تلمي ًذا بامتياز‬      ‫َومهما شئت قل إِ ّني َعليل‬

  ‫لشمس الشموس حتى وهو يتمرد عليه‪ ،‬لأنه كان‬
          ‫يسير على منهجه في التمرد والاستقلال‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58