Page 54 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 54
العـدد ١٩ 54
يوليو ٢٠٢٠
محمود شـرف
َخَل ٌل َبيولوج ٌّي!
وقتها لا أج ُد ما يستحق إصاخ َة السمع، أعم ُل ...كحما ٍر ربطوه في الساقية،
على عك ِس النَّهار...
ونسوه،
فقط نقيق الضفادع على شاطئي الترعة، ربما منذ قرن ،أو أكثر قلي ًل
أو في خطوط الحقل التي تبدأ في الامتلاء بالمياه... حمار بأذنين قصيرتين نسبيًّا،
بالقيا ِس إلى طبيع ِة آذان ال َحمير..
دائ ًما يعنِّفونني حينما أم ُّد رقبتي لالتقاط أعواد أقط ُع المساف َة حول الساقية في مسا ٍر دائري،
ال ُّذرة ،حال جوعي الشديد حالِ ًما بتشكيل ٍة مميَّزة من الأعشا ِب يضعونها على
يعنِّفونني (لا أقو ُل يضربونني؛ حف ًظا لماء وجهي مائد ِة طعامي
في نهاي ِة نها ٍر طويل،
أمام جمهوري العريض ،وأنا أس ِّجل مذكراتي هنا)..
رغم أنني شري ٌك أساس ٌّي في هذا العمل. لا ينتهي..
لا أحاول أن أستد َّر العطف، (سأعود لاح ًقا لوص ِف اللون الأخضر لتلك
لكن رقبتي ،وهي تؤلمني ،لا يلتف ُت أح ٌد للأمر، الأعشاب)
ولا يكت ِرثون بمسأل ِة جوعي، أكثر ما يصيبني بالهلع أن يعلِّقوا «النَّاف»(*)
أو أ ِّنني أخشى الظلام... برقبتي لج ِّر الساقية
لا يزجرهم سقوطي عدة م َّرات في الآون ِة الأخيرة، لي ًل..
مري ًضا،