Page 66 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 66

‫العـدد ‪١٩‬‬                            ‫‪66‬‬

                                                               ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫علي فرحان‬

‫(العراق)‬

‫ِسدني وذبلت‬

                              ‫قا ٍس كنب ٍع َيسي ُل‪..‬‬                          ‫‪ )1‬سدني‬
                              ‫ِفضت ُه مثل نهدي ِك‪،‬‬                                                  ‫سدني بعيدة‬
     ‫المط ُر الآن ثرث َر‪ ،‬والشاع ُر الم ُّر أثرى قصيد َت ُه‬                          ‫وقلبي كبغداد يأكله الأقربون‬
                                                                                        ‫فكيف أف ُّك وثاق القصيدة؟‬
                                       ‫من ندا ِك‬                                        ‫إ ِّنها الآن بين ظلال َك تائه ٌة‬
           ‫فلماذا تف ِّرين من دم ِه في رماد العراق؟‬                                                ‫تستمرئ التيه‬
            ‫دمش ٌق رما ٌد‪ /‬بردى مثل نهر الفرات‪،‬‬                                        ‫وتوغ ُل في تمتما ٍت سعيدة‪.‬‬
                                                                                          ‫رمى الرم ُل رمانة الوجد‬
                ‫تتجو ُل فيه الحكايا ويذب ُل في رئ ٍة‬                                  ‫فأصط َف حش ُد اليما ِم الأليم‬
                 ‫‪ -‬هل قل ُت إني َذبل ُت على الوند؟‬                             ‫وأهت َّز غص ٌن يغ ُّص بأخضر خطو ِك‪،‬‬
                                                                           ‫مال ْت سناب ُل حل ٍم تور َم حالم ُه وهو يحل ُم‬
                     ‫كانت الحر ُب قائم ًة مثل أمي‬
                        ‫َتحو ُش لأصغرنا عم َرها‪،‬‬                                                  ‫وما زا َل يحل ُم‪،‬‬
                                       ‫ثم تبكي‬                                     ‫ح ّما ُه حلم طوته الحدو ُد البليدة‬
                                                                              ‫فكيف يعود فتا ِك المو َّزع بين معاني ِه‬
            ‫إذا َخنق ْت َعبر ُة الحز ِن صو َت المذيع‪..‬‬
            ‫‪ -‬هل قل ُت إني بكي ُت على الوند يو ًما؟‬                                             ‫كيف يقود الأيائ َل‬
‫أم أن صو َت المذي ِع الجميل تلعث َم بالندب والميجنا؟‬                                         ‫والأغنيات الشريدة؟‬

                               ‫بردى الآ َن خلف ِك‬                          ‫‪َ )2‬ذبلت على الوند‬
                                          ‫مثلي‬                                                             ‫أغنِّي ِك‬
                                                                                 ‫كن ِت مدهش ًة‪ ،‬والفرا ُت العلي ُل يف ُّر‬
                                 ‫كالفرات تما ًما‪،‬‬                                                 ‫لأطراف ثوب ِك‪،‬‬
                 ‫حين تلعث َم وأرت َّج‪ ..‬بأبناء سومر‬                                             ‫ثل ُج أربيل يرتا ُب‪،‬‬
           ‫‪ -‬هل قل ُت «هولير» حين أفق ُت بدون ِك؟‬                                      ‫والجب ُل الرح ُب َيعر ُف قلب ِك‬

                                           ‫الآ َن‬
                                     ‫أن ِت بعيدة‬

                                      ‫لا الفرات‬

                                       ‫أو الوند‬

                                      ‫ولا بردى‬

                        ‫سوف يوصلني للمحيط‪.‬‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71