Page 134 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 134

‫فرانكو‪.‬‬                                ‫العـدد ‪37‬‬                           ‫‪132‬‬
     ‫وبالمثل‪ ،‬مارس فرانكو قم ًعا‬
‫لجميع جوانب الحياة في إسبانيا‪،‬‬                                                ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬     ‫طبيعة متنوعة للغاية‪ :‬حراس‪،‬‬
     ‫مثل القمع الجسدي والثقافي‬                                                             ‫صناعة القنابل والخدمات الآلية‪،‬‬
‫والتعليمي‪ ،‬إلخ‪ .‬كما مارس القمع‬          ‫فيما يخص المرأة‪ ،‬بل وبكل ما‬
 ‫ضد المرأة‪ ،‬حيث عانت النساء في‬          ‫يخص الحريات‪ ،‬وما له علاقة‬                               ‫خدمات بريدية‪ ،‬اتصالات‪،‬‬
‫عهد ديكتاتورية فرانكو من جميع‬            ‫بالجمهورية الثانية (الهالكة)‪.‬‬                      ‫معلومات سياسية؛ في الصحة‪،‬‬
 ‫أنواع الانتهاكات‪ ،‬فقد تم منعهن‬       ‫كان النظام الاستبدادي لسياسة‬                          ‫أداء مهام مثل خدمة الإسعاف‪،‬‬
    ‫من ممارسة جميع حقوقهن‪،‬‬                                                                 ‫نقل الجرحى‪ ،‬مستشفيات الدم‪.‬‬
 ‫بالإضافة إلى الفارق الكبير الذي‬          ‫فرانكو نظا ًما كارثيًّا لأن كل‬                     ‫كما لعبت الحرب الأهلية دو ًرا‬
 ‫أحدثه فرانكو بين المرأة والرجل‬       ‫السلطة كانت في يد فرانسيسكو‬                           ‫فاع ًل في تعبئة النساء‪ ،‬وأعادت‬
     ‫في جميع حقوق الإنسان في‬
    ‫إسبانيا‪ .‬كما تعرضت النساء‬              ‫فرانكو‪ ،‬وهذا أثر على واقع‬                          ‫تعديل المواقف تجاه المرأة في‬
  ‫للصعق بالصدمات الكهربائية‪،‬‬           ‫المجتمع الإسباني بأكمله‪ ،‬حيث‬                           ‫دورها الاجتماعي‪ ،‬وكان من‬
  ‫وسرقة الأطفال‪ ،‬وحلق الشعر‪،‬‬                                                               ‫المتوقع حدوث تغيير فيما يتعلق‬
      ‫والإذلال العلني‪ ،‬والتعذيب‪،‬‬           ‫عانت النساء كأحد ركائزه‬                         ‫بالمعاملة التي تتلقاها‪ .‬تم توجيه‬
‫وعقوبات أخرى لمن حارب الدور‬                              ‫الاجتماعية‪.‬‬                         ‫نداء عام لحضورها العلني في‬
   ‫الإنجابي للمرأة‪ .‬بالإضافة إلى‬                                                          ‫محاربة الفاشية والوجود النشط‬
    ‫عدد النساء المسجونات الذي‬             ‫بشكل عام كان نظام فرانكو‬
 ‫زاد في السنوات الأولى من حكم‬              ‫يهدف إلى القضاء على عمل‬                                            ‫في الحرب‪.‬‬
                                         ‫الجمهورية الإسبانية الثانية‪،‬‬                          ‫عنت التعبئة الهائلة للسكان‬
                       ‫فرانكو‪.‬‬            ‫ونشر المبادئ الأيديولوجية‬                        ‫الإناث خرو ًجا عن تقاليد النساء‬
 ‫أراد فرانكو إنشاء مجتمع يلعب‬            ‫للمنتصرين في الحرب الأهلية‬
‫فيه الرجال والنساء دو ًرا مختل ًفا‬      ‫الإسبانية في المدارس‪ ،‬وإنشاء‬                             ‫في المنزل‪ ،‬ولأول مرة‪ ،‬تم‬
‫تما ًما منذ أن أنشأ أدوا ًرا للرجال‬     ‫أيديولوجية تعليمية قائمة على‬                        ‫منحهن رؤية عامة جماعية‪ .‬تم‬
  ‫مختلفة تما ًما عن أدوار النساء‪.‬‬        ‫الكاثوليكية الوطنية‪ ،‬وتطهير‬                        ‫تنظيم أولاء النساء من إسبانيا‬
                                          ‫أعضاء هيئة التدريس خارج‬                         ‫الجمهورية حول فروع الشيوعية‬
    ‫فمن ناحية التعليم‪ ،‬يمكننا أن‬          ‫النظام‪ ،‬كما تم حظر التعليم‬                       ‫والفوضوية‪ .‬كانت السياسة بين‬
   ‫نقول إن المدرسة الإسبانية ما‬         ‫المختلط لإعطاء موضوعات مع‬                           ‫الفرعين مستقطبة حول موقف‬
  ‫بعد الحرب هي نقيض المدرسة‬          ‫المبادئ الأساسية لعقيدة الكتائب‪.‬‬                         ‫الشيوعيين‪ ،‬الذين اعتبروا أن‬

      ‫الجمهورية‪ ،‬فقد أنشا نظام‬            ‫النساء خلال‬                                         ‫عليهم التضحية بالثورة أمام‬
 ‫فرانكو مدرسة كاثوليكية‪ ،‬ولكن‬          ‫ديكتاتورية فرانكو‬                                  ‫الهدف الأساسي المتمثل في كسب‬

    ‫بخصائص الكنيسة الأسقفية‬             ‫عندما حكم فرانكو اتخذ بعض‬                           ‫الحرب‪ ،‬بينما اعتبرت الأناركية‬
     ‫الإسبانية‪ ،‬هذا بسبب إعلان‬            ‫القرارات مثل إلغاء الأحزاب‬                      ‫أن الحرب والثورة يجب أن يكونا‬
   ‫الأساقفة الإسبان عام ‪،1937‬‬
    ‫دعم فرانكو وذكر أن الحرب‬           ‫والنقابات السياسية‪ .‬بالإضافة‬                                    ‫مهمتين متوازيتين‪.‬‬
   ‫الأهلية كانت «حملة صليبية»‪.‬‬        ‫إلى ذلك‪ ،‬تم إلغاء حقوق الإنسان‬
  ‫تقوم هذه المدرسة على الوطنية‬                                                                 ‫ثالثا‪ :‬ما بعد‬
‫والسلطة والحس الهرمي الطبقي‪،‬‬              ‫الأساسية‪ ،‬مثل حقوق حرية‬                           ‫الحرب الأهلية وأثر‬
      ‫والمهم الوحيد هو أنها تنقل‬           ‫التعبير وتكوين الجمعيات‪،‬‬                       ‫الفرانكيسمو على المرأة‬
                                                                                          ‫في المجتمع الإسباني‬
             ‫أيديولوجية النظام‪.‬‬         ‫وكان استخدام لغات الأقليات‪،‬‬
                                       ‫مثل الكاتالونية أو الأويسكيرا‪،‬‬                          ‫بعد الدور البارز الذي لعبته‬
                                                                                             ‫المرأة اثناء الحرب الأهلية كان‬
                                          ‫محدو ًدا‪ .‬لم تكن هناك حرية‬                         ‫الواجب تقديرها وتمييزها‪ ،‬إلا‬
                                     ‫دينية خلال نظام فرانكو‪ ،‬فقد قام‬                      ‫أن فرانكو كان له رأي آخر ليس‬

                                        ‫فرانكو وجيشه بتعذيب جميع‬
                                       ‫المواطنين باستثناء أولئك الذين‬

                                          ‫كانوا كاثوليك موالين لنظام‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139