Page 135 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 135

‫في إسبانيا‪ ،‬تم حظر الزواج المدني‬

‫من عام ‪ 1564‬إلى عام ‪ ،1870‬حيث‬

‫كان الزواج الديني هو الزواج الوحيد‬

    ‫الذي يعتبر شرع ًّيا‪ ،‬حتى الموافقة‬
‫عليه في عام ‪ 1870‬بالقانون المؤقت‬

‫للزواج المدني‪ .‬اعتباًرا من عام ‪1875‬‬                                     ‫فرانسوا بوزيزي‬
  ‫فصاع ًدا‪ ،‬اعتبر الزواج المدني شي ًئا‬
      ‫استثنائ ًّيا ولكنه قانوني‪ .‬خلال‬
                    ‫الجمهورية الثانية‬

 ‫المنزل» و»المرأة الزوجة المثالية»‪.‬‬  ‫تسلسل هرمي عاطفي معين على‬             ‫في السنوات الأولى من حكومة‬
   ‫لم يكن التعليم العالي لمن نالها‬   ‫المرأة‪ ،‬ومذاق الانسجام والشغف‬      ‫فرانكو‪ ،‬تم عزل أكثر من ‪15000‬‬
  ‫أكثر من زخرفة تنتظر الزواج‪.‬‬
                                              ‫بروتين الحياة اليومية‪.‬‬       ‫مدرس‪ ،‬أي ما يقرب من ‪٪30‬‬
 ‫كان لا بد من التمييز بين الهوية‬        ‫كما تم تدريس المواد المنزلية‪،‬‬    ‫من النسبة العامة‪ ،‬وإطلاق النار‬
‫الأنثوية والذكورية بشكل جذري‪،‬‬         ‫في المدارس الابتدائية والثانوية‪،‬‬    ‫عليهم‪ .‬كما تم تخفيض التعليم‬
‫لذلك كان من المستهجن أن تسير‬          ‫تحت عنوان المنزل العام‪ ،‬والذي‬
‫المرأة في الشارع بمفردها أو تدفع‬       ‫يتضمن مفاهيم التدبير المنزلي‪،‬‬         ‫الإلزامي إلى ‪ 6‬سنوات فقط‬
                                        ‫والعمل‪ ،‬والتقطيع‪ ،‬والترتيب‪،‬‬        ‫مقارنة بالفترة السابقة بين ‪6‬‬
         ‫ثمن مشروب في المقهى‪.‬‬                                            ‫و‪ 14‬سنة‪ ،‬لكن هذا التخفيض لم‬
                                            ‫والعمل اليدوي‪ ،‬والطبخ‪،‬‬
    ‫رابعا‪ :‬الانفتاح‬                                     ‫والموسيقى‪.‬‬                 ‫يفعل شيئًا للتحسين‪.‬‬
     ‫والديمقراطية‬                                                             ‫من ناحية أخرى في النظام‬
                                     ‫باختصار‪ ،‬نشأت النساء في هذه‬            ‫التعليمي لنظام فرانكو‪ ،‬تبرز‬
    ‫في نهاية سيطرة فرانكو‪ ،‬كان‬           ‫الفترة على التقسيم الجنسي‬          ‫بوضوح دونية فكرية أنثوية‬
     ‫هناك القليل من دمج النساء‬                                           ‫مفروضة‪ ،‬وهو ما يبرر وضعها‬
   ‫للعمل في بعض المهن والحرف‬          ‫للعمل‪ :‬فالرجل هو صانع القيم‬          ‫في المنفى في التسلسل الهرمي‬
 ‫مثل التدريس والطبخ والمصانع‪،‬‬           ‫الاقتصادية والمرأة هي مركز‬       ‫الاجتماعي والأسري‪ ،‬مما يؤدي‬
    ‫لكن لم يكن بإمكانها الدخول‬                               ‫المنزل‪.‬‬      ‫إلى قمع رغباتها في هذه الفترة‪.‬‬
   ‫في الجيش أو أن تكون قاضيًا‪،‬‬         ‫بعبارة أخرى‪ ،‬منذ عام ‪،1939‬‬         ‫استند هذا التعليم إلى حقيقة أن‬
  ‫كما كان محظو ًرا عليها أن تكن‬                                           ‫المرأة يجب أن تستجيب لمطالب‬
  ‫في أي منصب دبلوماسي‪ .‬ومع‬           ‫تراجعت إسبانيا إلى الوراء‪ .‬أي ًضا‬      ‫الأسرة المسيحية والإسبانية‪.‬‬
 ‫ذلك‪ ،‬تغير هذا الوضع بعد وفاة‬           ‫فيما يخص الاعتراف بحقوق‬              ‫بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب ألا‬
                                       ‫المرأة‪ ،‬على حين أن الجمهورية‬      ‫تتجاوز أنوثتها وتتجنب المشاعر‬
                        ‫فرانكو‪.‬‬         ‫الثانية فضلت نموذ ًجا للمرأة‬    ‫الخارجة عن السيطرة‪ .‬كما سعى‬
                                                                              ‫أيضا هذا التعليم إلى فرض‬
                                      ‫العصرية‪ ،‬فقد دعا نظام فرانكو‬
                                          ‫إلى عكس ذلك‪ :‬عودة «ملكة‬
   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140