Page 130 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 130

‫وكانت البداية بالاستبعاد المتعمد‬                           ‫العـدد ‪37‬‬                           ‫‪128‬‬
     ‫للنساء من الكوادر القضائية‬
    ‫ومن الجيش والشرطة ورفع‬                                                  ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬         ‫سهام سرقيوة‬

‫شروط تعدد الزوجات من قانون‬                  ‫فريحة البركاوي‬                                 ‫وقت فى ليبيا‪ ،‬فحتي المكاسب‬
  ‫الأحوال الشخصية‪ ،‬خفض سن‬                                                                   ‫الظاهرية التى تحققت لها فى‬
‫الزواج للقاصرات‪ ،‬إصدار قرارات‬       ‫مصمم بتفاصيل تقاليده القبلية‬                             ‫ظل النظام السابق مثل حق‬
  ‫إدارية بمنع الليبيات من السفر‬      ‫وموروثه الديني والثقافي الذى‬                           ‫الانتساب للكليات العسكرية‬
 ‫بدون محرم أو حقهن فى الزواج‬        ‫يستهدف إبقاء المرأة مواطنًا من‬
 ‫بأجنبي‪ ،‬ناهيك عن التضييق على‬       ‫الدرجة الثانية‪ ،‬لهذا كانت ثورة‬                             ‫والجيش‪ ،‬وتولي المناصب‬
                                    ‫فبراير القشة التى قصمت ظهر‬                             ‫القضائية والوزارية كان بقوة‬
    ‫النساء السافرات ومنعهن من‬         ‫الاستحقاقات التقدمية المزورة‬                        ‫قرارت سياسية فردية وليست‬
    ‫التواجد والمشاركة فى المحافل‬
                                         ‫التى شرعها القانون‪ ،‬بينما‬                           ‫نتاج تطور الوعي الجمعي‪،‬‬
                         ‫العامة‪.‬‬       ‫يقاومها المجتمع لأنها ليست‬                         ‫ولهذا كان هناك دائ ًما حالة من‬
 ‫سبعة أعوام مرت وأنا فى منفا َي‬      ‫نتاج وعيه الجمعي‪ ،‬والتي قام‬                         ‫الفصام بين السلوك الاجتماعي‬
‫بعي ًدا عن ليبيا التى وضعتني على‬   ‫باستبعادها بمجرد أن سنحت له‬                          ‫والاستحقاقات التى يكفلها النص‬

    ‫قوائم المرشحات للموت‪ ،‬رغم‬                            ‫الفرصة‪.‬‬                                       ‫القانوني للنساء‪.‬‬
 ‫إفلاتي مرتين من محاولات قتل‬               ‫لذا بدأت شعارات المدنية‬                         ‫فبمجرد أن يغوص المراقب فى‬
                                          ‫والحقوقية تسقط بعد أن‬                            ‫الحالة العامة اليومية للمجتمع‬
    ‫ومحاولة سحل فى مكان عام‪،‬‬             ‫كشفت التيارات السياسية‬                           ‫الليبي فى الفضاء العام والبيت‬
‫وتعدي مسلح على بيتي عقا ًبا على‬        ‫الجديدة وجهها القبيح خلال‬                          ‫وكيفية تعامله مع الأنثى‪ ،‬فإنه‬
                                       ‫أشهر قليلة من إسقاط نظام‬                             ‫من السهل أن يلتقط إشارات‬
  ‫جريمة الأنوثة المشددة بظروف‬       ‫الحكم السابق‪ ،‬وبدأت فى تمكين‬                        ‫الانتهاك الحقوقي وفرض التبعية‬
 ‫الفكر والرغبة فى التغيير‪ ،‬نجحت‬    ‫التيارات الإسلاموية المتطرفة من‬                          ‫الذكورية والإخضاع القمعي‬
                                     ‫مفاصل الدولة الحيوية‪ ،‬والتى‬                           ‫الممنهج ضد النساء‪ .‬فالمجتمع‬
   ‫خلالها أن أفلت من القصاص‪،‬‬        ‫كان هاجسها الأول إخراج المرأة‬                        ‫بتركيبته محكوم بعقد اجتماعي‬
 ‫ولكنني لم أنجح بعد فى الهروب‬      ‫الليبية من دائرة القرار والفاعلية‪،‬‬
‫من ذاكرتي المحملة بكوابيس ليلية‬

    ‫تقض مضجع قلبي بأصوات‬
  ‫نسوة أعدمن على قارعة العبث‪،‬‬
 ‫ووجوه محببة وأدهن الاستقواء‬

      ‫الذكوري والاجتماعي الذى‬
    ‫تضافر على تأسيس وشرعنة‬
     ‫العنف ضد المرأة‪ ،‬المستهدفة‬
    ‫الأولى مهما تغيرت الشعارات‬
  ‫والأيديولوجيات‪ ،‬وليسدوا عليها‬
 ‫كل طرق الحماية والإنصاف بعد‬
    ‫أن رسخت السلطة السياسية‬
     ‫والمؤسسات القانونية مبادئ‬

     ‫الإفلات من العقاب‪ ،‬ومنحت‬
  ‫حصانة وترقيات لأمراء الحرب‬
  ‫عن الجرائم المقترفة ضد النساء‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135