Page 129 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 129

‫‪127‬‬            ‫تجديد الخطاب‬

‫سلوى بوقعيقيص‬  ‫انتصار الحصائري‬                      ‫حنان البرعصي‬      ‫فبعد أشهر من اغتيال سلوى‪ ،‬تم‬
                                                                      ‫اغتيال البرلمانية فريحة البركاوي‬
    ‫للتنكيل السياسي‪ ،‬فانتشرت‬        ‫اختطاف الدكتورة النفسية سهام‬      ‫على يد مسلح يقال إنه كان ينتمي‬
 ‫على وسائل التواصل الاجتماعي‬            ‫سرقيوة والنائبة فى البرلمان‬
                                                                         ‫إلى مجموعة إسلامية متشددة‬
     ‫فيديوهات اغتصاب الليبيات‬        ‫الليبي والتي لم يعرف أحد ماذا‬      ‫في مدينة درنة‪ .‬وبعدها ببضعة‬
‫وروايات عن الاختطاف كنوع من‬                      ‫حل بها حتى الآن‪.‬‬      ‫أشهر‪ ،‬في شباط‪ /‬فبراير ‪،2015‬‬
                                                                       ‫ُعثر على جثة الناشطة السياسية‬
  ‫تبادل الاتهامات والفضائح بين‬          ‫وفي تشرين الثاني‪ /‬نوفمبر‬       ‫إنتصار الحصائري في الصندوق‬
‫الفرقاء‪ .‬و أصبحت الميديا مسر ًحا‬       ‫‪ ،2020‬اغتيلت المحامية حنان‬         ‫الخلفي لسيارتها في العاصمة‬
                                       ‫البرعصي رميًا بالرصاص فى‬
     ‫لأخبار المختطفات والمغيبات‬        ‫شارع حيوي فى وسط مدينة‬               ‫طرابلس‪ .‬كانت إنتصار من‬
    ‫وميدا ًنا للجيوش الإلكترونية‬        ‫بنغازي‪ ،‬وذلك بعد أيام قليلة‬    ‫مؤسسات حركة تنوير الشبابية‬
                                                                      ‫ذات التوجه الليبرالي‪ ،‬وناشطة فى‬
      ‫للتنكيل والافتراء واختلاق‬          ‫من ظهورها فى فيديو تهدد‬        ‫جمعيات خيرية لدعم النازحين‪،‬‬
    ‫الاتهامات الكيدية فى حق تلك‬        ‫فيه الجماعات المسلحة بفضح‬       ‫وقد ُعثر على جثتها بعد أيام من‬
  ‫الجثث الخرساء‪ .‬وفي غياب أي‬         ‫جرائمهم الجنسية ضد الليبيات‬      ‫خروجها في مظاهرة تندي ًدا بمقتل‬
    ‫حماية قانونية أو مؤسساتية‬          ‫المختطفات والإذلال والتعذيب‬
    ‫للنساء‪ ،‬ارتفعت أرقام جرائم‬       ‫الذى يمارسونه بفضل سلطتهم‬                                ‫سلوى‪.‬‬
    ‫العنف الأسري والتحرش فى‬            ‫ومناصبهم على المحتجزات فى‬            ‫كما كان اصطفاف الليبيات‬
  ‫الفضاءات العامة‪ ،‬وهذا ما دفع‬                                           ‫كسلوى وانتصار وراء الحزب‬
 ‫الكثيرات من الناجيات والمهددات‬                          ‫سجونهم‪.‬‬        ‫الليبرالي وتصويتهن له بأغلبية‬
   ‫للهروب خارج البلاد وخوض‬               ‫بالتوازي مع عمليات القتل‪،‬‬     ‫ساحقة من الأمور التى استفزت‬
 ‫معركة في الغربة من أجل أبسط‬             ‫كان هناك ما يمكن تسميته‬          ‫القيادات الميليشياوية الحاكمة‬
 ‫حقوق الحياة‪ ،‬ألا هو حق البقاء‪.‬‬     ‫بـ»الاغتيال الناعم»‪ ،‬إذ استهدفت‬       ‫واقعيًّا‪ ،‬والتى بدأت بمباشرة‬
     ‫الحقيقة أن الوضع الحقوقي‬           ‫القوى السياسية والجماعات‬            ‫فصل دموي لمخطط ممنهج‬
                                      ‫المسلحة المتناحرة النساء كأداة‬  ‫لجرائم قتل متسلسلة ضد الأنوثة‬
      ‫للمرأة لم يكن مثاليًّا فى أى‬                                        ‫فى ليبيا‪ ،‬فبعد أيام من اغتيال‬
                                                                           ‫سلوى قتلت أي ًضا البرلمانية‬
                                                                          ‫فريحة البركاوي تلك السيدة‬
                                                                        ‫الفاضلة المحملة بهموم البسطاء‬
                                                                           ‫والعضوة النشيطة بالحركة‬
                                                                            ‫العامة للكشافة والمرشدات‪،‬‬
                                                                      ‫وعضو مؤسس بالاتحاد النسائي‬
                                                                           ‫وبالهلال الأحمر‪ ،‬وعضو في‬
                                                                       ‫تحالف القوى الوطنية الذي كان‬
                                                                           ‫ينادي بإسلام معتدل ودولة‬
                                                                        ‫مدنية‪ ،‬والتي اغتالتها الجماعات‬
                                                                           ‫الإسلامية المتشددة بمدينتها‬
                                                                      ‫درنة رميًا بالرصاص فى سيارتها‬

                                                                              ‫فى شارع عام أمام المارة‪.‬‬
                                                                       ‫وفي ‪ 17‬تموز‪ /‬يوليو ‪ ،2019‬تم‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134