Page 65 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 65
63 إبداع ومبدعون
شعــر
آمال الديب
مقايضة
أ ُّيها القطار ..تم َّهل قلي ًل.. أيها القطار..
أه ِم ُس في أذنك..
تم َّهل قلي ًل..
عواؤك يقتل أجنَّتي فز ًعا.. لا أف ِّضل أن يتساقط جلدي هكذا على الرصيف..
وأنا أج ُب ُن عن حمايتها
فيتعرقل فيه الما َّرة البسطاء
تم َّهل حتى أتبيَّن مصدر تلك الأدخنة الكثيفة َت ِز ُّل به أقدامهم..
المتصاعدة على مرمى البصر..
فتطحنهم بين قضبانك وعجلاتك التي لا ترحم..
أهي نتيجة قنابل بدائية الصنع؟
تم َّهل قلي ًل..
أم أنه مجرد احترا ٍق لق ِّش ال ُأرز.. فقلبي ذا أبدل ُته منذ أيا ٍم قليلة..
دفع ُت ثمنًا له تلك المجمر َة التي تطهو الأفكار في
هل نحن في موسم حصاده؟!
ذاكرتي..
أسأل أ َّو َل فلا ٍح ألتقيه على الطريق.. حتى صر ُت أستخدم أفكاري كلَّها نيِّئة..
... ما عاد عندي ما أقايض به على قل ٍب جديد..
تم َّهل حتى تلتق َط ابنتي دمي َتها التي سقطت على
القضبان بغتة..
ف ِش َلت ال ُّدمية في تسلُّق دم ِع الطفلة لتعا ِو َد الصعود!
أ ُّيها القطار..
ُك َّف قضبانك عن الصرير..
صو ُتها يصطك بأسناني فتن ُّز ص ًّدا أنع َم من قطيفة..
وأم َّر من حنظل..
الأرصف ُة ..تح ُّث خطواتي
لعلَّها ُتفلِ ُح في مغادرة المح َّطة ُقبيل وصولك!