Page 66 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 66
العـدد 21 64
سبتمبر ٢٠٢٠
ونيس المنتصر
(اليمن)
أسف الأيام
ومنزل كلما فتحت أحد نوافذه شعرت بالذعر يصلني اللَّ ْيل بمتاهات العمر التي اجتازتني
بصمت في َط َلع النَّ َهار
واغلقتها
حيث دو ّي الألحان المحرضة للعزلة
وأغاني كلما تذكرتها فررت هار ًبا من صوتي يمكنني أن أرى ذاتي في َالّخيِال
كطفل لا يستطيع الوصول إلى َما ُي ِري ُد بي َن زحام ال ُّصور
خلف نوافذ الظلا ْم
كجندي فقد إحدى يديه يفعل كل ما بوسعه كي لا فو َق مرايا الظلال
أتعلق بمسافة فارغة من الصبر
يفقد الأخرى
كضوء كلما عانقته جثة ،ضل َطري َق ُه بكأس َخالِ َية إلا من صوت انكسارها
كما تدلني الموسيقى إلى سر الحياة التي خسرت
ك َأ ْب َكم يتوجع ولا يتأوه
ك َم َكان َح ّل به الخرابُ ،م ْقفر ِم َن الفرح كل شيء في طريقي إليها
مثل وردة مركونة على باب شقة فارغة من الحب السماء بنجومها المضيئة :رونق بهجتي
أذهل بدهشة ما قبل التكوين الرعد :سر بكائي
والامطار :خالصة دموعي
يثقب الخوف أذني وتبقى لي الذكريات انعكاس لأحلامي البعيدة
تعلّمت م ْن الأغاني الدمع والابتسامة م ًعا بينما أعيش بزوبعة من أوهامي
كلّما ابتسمت شعرت بثقل الحزن َع َلى قلبي، على دروب مترعة بالضباب
أراقص الموتى كي أصل إلى الحياة
يسطو الظل َع َلى خطواتي أجرب أن أكون مجرد صورة
أتماهى معه..
أن يكون لي مثلها
أخشى أن يعود الزمن ويطلب مني أن ادفع ما لم يكن لي شيء
غير أنني امتلك جواز سفر منذ زمن طويل دون أن
استهلكته من عمري بالانتظار
أسافر
ماذا يفيد أن أعيش في شاطئ بحر كل أصدقائي
غرقى فيه
لا شك أ َّنني هنا وسط عالم يتسلى بأساه،
لأسف الأ َّيام.