Page 10 - merit 43- july 2022
P. 10
العـدد 43 8
يوليو ٢٠٢2
عام 1956التي شاركت فيها جيوش بريطانيا قلب الأسد -قتل 70أسي ًرا عربيًّا إثر وشاية
وفرنسا وإسرائيل ضد مصر ،وأدت إلى بأن صلاح الدين قتل السفراء الصليبيين
احتلال مدن القناة ،قبل أن تتدخل قوى كبرى ورفض الهدنة ليس دقي ًقا ،وما حدث حسب
مثل أمريكا والاتحاد السوفييتي –وقتها- نفس المصدر أنه استبقى 2700أسي ًرا
وتجبر الدول المعتدية على الانسحاب. كرهائن ضد صلاح الدين للوفاء بجميع
حصل محفوظ عبد الرحمن على محاضر
شروط الاستسلام ،ولما خشى أن يعرقله
الاجتماعات التي عقدها الرئيس الراحل جمال الأسرى عن التحرك بقواته أمر بإعدامهم
عبد الناصر ،وتفريغ للمقابلات التي تمت جمي ًعا .وأخي ًرا فإن صلاح الدين لم يبارز
بينه وبين المتصلين بالأمر من خبراء المياه الأمير الصليبي المتغطرس أرناط الفرنسي
عندما أُسر ،بل قا َم بقطع رأسه بعد انتهاء
والممرات الملاحية والقانون الدولي ،جنبًا إلى المعركة .ورغم هذه (الخروجات) الدرامية عن
جنب خبراء السياسة والدبلوماسية وقادة الوقائع التاريخية المسجلة ،فإن خطورة الأمر
الجيش ،وهو ما حاول عبد الرحمن أن ينقله أن كثيرين من غير المتخصصين يأخذون
للشاشة في الوقت القصير المتاح ،وهذا معلوماتهم التاريخية من الفيلم!
بالطبع لا ينفي أن الانتقاء كان حسب ميول
الأفلام الدينية
السيناريست الكبير ،وانتمائه الوطني.
هناك فيلم آخر مهم ج ًّدا هو (الطريق إلى وما يقال عن الناصر صلاح الدين يقال كذلك
إيلات) ،1993الذي كتبه فايز غالي وأخرجته عن الأفلام الإسلامية مثل فجر الإسلام
أنعام محمد علي ،من إنتاج قطاع الإنتاج
باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري ،وقام والرسالة وظهور الإسلام والشيماء ورابعة
ببطولته عزت العلايلي وصلاح ذو الفقار العدوية ..وغيرها ،فقد أخذت معظم مادتها
ونبيل الحلفاوي ومادلين طبر ،وموسيقى من كتب تراث ُمختلف حولها أسا ًسا ،وهناك
ياسر عبد الرحمن أي ًضا .والفيلم يروي
أحداث العملية التي نفذتها مجموعة من دراسات ورسائل علمية إسلامية قديمة
الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية وحديثة تض ِّعف الكثير من الأحداث التي وردت
المصري ،عام 1969أثناء حرب الاستنزاف، في هذه الأفلام وفي كتب التراث قبلها ،وتعتبرها
حين هاجموا ميناء إيلات الحربى وتمكنوا من قبيل الأساطير ،أو أنها –في أفضل الأحوال-
من تدمير سفينتين حربيتين هما بيت شيفع
وبات يم والرصيف الحربي ،ثم عودتهم اختلطت بالأساطير وتأثرت بها.
سالمين بعد استشهاد أحد الجنود. ناصر 56والطريق إلى إيلات
الفيلم يروي حد ًثا تم أص ًل في عدة ساعات،
لذلك ففرصة الصدق ستكون أعلى بالتأكيد، الطريقة الثانية هي ما فعله الكاتب الكبير
ثم لأنه يروي قصة عملية عسكرية ضد عدو الراحل محفوظ عبد الرحمن في فيلم «ناصر
ظاهر كان يحتل جز ًءا من الأرض المصرية، »56الذي أنتجه اتحاد الإذاعة والتليفزيون
فلن يكون ثمة مجال لتباين وجهات النظر، المصري عام ،1996من إخراج محمد فاضل،
بل إن هذا النوع من الدراما مطلوب ج ًّدا، وبطولة أحمد زكي وفردوس عبد الحميد،
لأنه يملأ المشاهد الوطني بالفخر ،إلى جانب موسيقى ياسر عبد الرحمن ..والفيلم يحكي
رواية أحداث قد لا تكون معروفة على نطاق
واسع قام بها جنود وأبطال حقيقيون يجدر وقائع مدة زمنية قليلة ج ًّدا ،عدة أسابيع
سبقت ورافقت وتلت قرار تأميم شركة قناة
بالتاريخ أن يخلدهم
السويس البحرية عام ،1956والتداعيات
الدولية التي أحدثه وأدت إلى نشوب حرب