Page 13 - merit 43- july 2022
P. 13
رؤية من قريب 1 1
لوكيوس سينيكا جون شتاينبك إيفانز بريتشارد من ظواهر فشل الإنسان
كحيوان مفكر»(.)3
تدفع البعض لحيازة هذا في فكرة الموت والمحو،
السلاح ،ومن دول شتى، دون النظر إلى ثنائية وهذا يعني أن التعقل
تبرر خياراتها بالاختلاف الموالين والمعارضين ،وإلى والتفكير المتزن يجنبنا -في
طبيعة المتاريس والحصون كثير من الحالات -ويلات
السياسي والعقائدي التي تحتمي بها الدول الحروب وما ينتج عنها من
وبالخوف من الآخر(.)5 ومجتمعاتها .النقد النووي دمار علي كافة المستويات.
هو ما يجب أن ُنص ِّرح به لكن حينما يفشل سياسيون
علم الأنثروبولوجيا عاليًا ،وأن نقرأ سردياته
والحرب في إمعان ،وفق معطيات في تحكيم العقل ،تغيب
تؤسس خطابها على نقد حكمة التصرف ليحل
تقوم الحروب على السياسيات المؤدية إلى الاندفاع والتهور مكانها،
دراسات أنثروبولوجية الرعب النووي ،بما فيها نقد وتنفجر حرب سوف يدفع
تتناول سمات الشعب الخطاب العلمي ،والخطاب أثمانها الباهظة ،في الأحوال
المستهدف بما في ذلك المخابراتي ،والخطاب كلها ،مدنيون ُع َّزل لم يكن
خصائصه الاجتماعية الرئاسي والمؤسساتي، لأي منهم ومنهن أي دور
والاقتصادية والسلوكية وهي خطابات تمنح في اتخاذ قرار بدء تلك
السلاح النووي نو ًعا من الحرب .يحصل هذا على
وحضاراته وثقافاته، الشرعة الدفاعية ،بوصفه أراضي أوكرانيا ،وليس
فهذه الحروب تعتمد في مظه ًرا للقوة الرادعة ،التي واض ًحا في الأفق ،بشكل لا
المقام الأول على المواجهة تس ِّوغ للسيطرة ،والتي قد لبس فيه ،إ ْن كانت هناك
الخفية مع أفراد المجتمع مؤشرات يمكنها أن تعزز
عن طريق استغلال ما يتم الأمل في وقف إطلاق النار،
التوصل إليه من معلومات مما يمهد الطريق أمام
إنهاء سلمي وعاجل لحرب
لم يكن هناك ضرورة
لانفجارها في الأساس(.)4
والحقيقة أن الحدث
الروسي الأوكراني يكشف
عن كل ما يتعلق بفكرة
الهيمنة والتسلط ،بما فيها
هيمنة التفوق الأيديولوجي
والعسكري والنووي.
هذا الحدث عالمي ،حتى إن
بدا محدو ًدا ،وفي جغرافيا
ضيقة ،لكنه امتد وتضخم
لتبدو عالميته ،وكأنها
قناع لفيروس أكثر رعبًا،
وله قابلية التحور لتهديد
العالم ،ولمساواة البشرية