Page 250 - merit 43- july 2022
P. 250

‫العـدد ‪43‬‬         ‫‪248‬‬

                                                          ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬    ‫الماضي ظهر ورثة هيجل‬
                                                                      ‫برأسماليته وطبقيته الملكية‬
  ‫وهنا تتعمق الدراسة في‬         ‫هيجل وورثة ماركس)‪،‬‬
‫رصد «المسألة الأوروبية»‬        ‫إلا أن التطرف الجرماني‬                       ‫في حضارة الليبرالية‬
                               ‫ما زال حاض ًرا ولا يزال‬                ‫الديمقراطية بأمريكا‪ ،‬وكتب‬
    ‫وحضورها في التمثل‬           ‫الصراع قائ ًما على فكرة‬
 ‫الأوراسي الجديد‪ ،‬لتقول‬                                                ‫فوكوياما «نهاية التاريخ»‬
                                 ‫النظرية المطلقة ونهاية‬                ‫معتب ًرا أن ورثة هيجل هم‬
     ‫بأن قوى البر (شرق‬             ‫التاريخ بين جرمان‬
     ‫أوروبا) وقوى البحر‬                                                  ‫من انتصروا بعد تعديل‬
    ‫(غرب أوروبا) ليست‬           ‫البر الشرقيين وجرمان‬                       ‫ما لدولة هيجل الملكية‬
    ‫سوى تمثل أو صياغة‬             ‫البحر الغربيين‪ ،‬حيث‬                    ‫الدستورية‪ ،‬لتتحول إلى‬

       ‫مستحدثة للصراع‬         ‫يحاول «حلف الأطلنطي»‬                    ‫النظام الرئاسي في أمريكا‪.‬‬
    ‫الجرماني القديم الذي‬      ‫باعتباره الذراع العسكري‬                    ‫إ ًذا تطرح الدراسة أن ما‬
 ‫سيطر على أوروبا‪ ،‬حينما‬                                                  ‫يحدث الآن هو استمرار‬
 ‫اتجهت القبائل الجرمانية‬       ‫لليبرالية الديمقراطية أن‬                 ‫لفكرة الصراع على نهاية‬
                               ‫يتمدد وينتشر في القرن‬                   ‫التاريخ والانتصار المطلق‬
      ‫الشرقية إلى روسيا‬       ‫الحادي والعشرين‪ ،‬لتقوم‬                    ‫المتخيل بين أطراف الذات‬
‫القديمة‪ ،‬وسيطرت القبائل‬                                                  ‫الأوروبية وورثة هيجل‬
                                 ‫روسيا بتطوير نظرية‬                    ‫وماركس بشكل ما‪ ،‬ولكن‬
    ‫الجرمانية الغربية على‬     ‫جديدة لمواجهته تقوم على‬                       ‫هذه المرة بشكل أكثر‬
  ‫الإمبراطورية الرومانية‬      ‫استقطاب هوياتي وديني‪،‬‬
 ‫وبريطانيا وشبه الجزيرة‬                                               ‫تجذ ًرا في بناء الاستقطابات‬
‫الأيبيرية‪ ،‬ليسيطر العنصر‬         ‫بعد هزيمتها في قشرة‬                    ‫وعواملها الثقافية المعلنة‪،‬‬
                                 ‫الاستقطاب الليبرالي‪/‬‬                  ‫فرغم أن «النظرية المطلقة»‬
     ‫الجرماني على الموجة‬         ‫الشيوعي قدمها المفكر‬                     ‫ووهم «نهاية التاريخ»‬
  ‫الحضارية الحالية للذات‬      ‫«ألكسندر دوجين»‪ ،‬لكنها‬                     ‫وذروته ظهرت في ألمانيا‬
                                 ‫تعيد إنتاج الاستقطاب‬                    ‫بين هيجل وماركس‪ ،‬إلا‬
     ‫الأوروبية بعد الموجة‬   ‫الثنائي في المسألة الأوروبية‬                ‫أن المسار التاريخي جعل‬
  ‫اليونانية الأولى والموجة‬     ‫نفسها‪ ،‬حيث ترى العالم‬                       ‫النظرية المطلقة المادية‬
                               ‫عبارة عن صراع بين ما‬                       ‫الشيوعية تذهب شر ًقا‬
        ‫الرومانية الثانية‪.‬‬     ‫تسميه «قوى البر» التي‬                      ‫إلى الجرمان الشرقيين‬
     ‫والمسألة الجرمانية‪/‬‬          ‫تضم روسيا وبعض‬                        ‫في روسيا (جرمان البر)‪،‬‬
‫الأوروبية‪ /‬الغربية تتضح‬         ‫قوى أوروبا وآسيا من‬                        ‫وجعل النظرية المطلقة‬
     ‫هنا أكثر حينما ننظر‬        ‫هنا تسميها «الأوراسية‬                   ‫المثالية الرأسمالية تذهب‬
 ‫لتفجر تناقضات النظرية‬      ‫الجديدة»‪ ،‬وذلك في مواجهة‬                   ‫غر ًبا إلى بريطانيا (جرمان‬
     ‫المطلقة عند الجرمان‬    ‫«قوى البحر» الأطلسية التي‬                       ‫البحر) التي توسعت‬
‫الغربيين وفي مستعمرتهم‬          ‫تضم دول غرب أوروبا‬                      ‫مستعمراتها حتى ظهرت‬
    ‫القديمة أمريكا‪ ،‬والذي‬       ‫وأمريكا‪ ،‬في حين تذهب‬                       ‫أمريكا وحملت اللواء‪.‬‬
  ‫حدث مع دونالد ترامب‬          ‫الدراسة لعمق ثقافي أبعد‬                   ‫فما تطرحه الدراسة أنه‬
‫وتفجر العنصرية البيضاء‬         ‫وأكثر وضو ًحا لتو ِّصف‬
   ‫وأزمة كورونا وصعود‬       ‫الأمر كصراع بين الجرمان‬                   ‫رغم سقوط قشرة الصراع‬
    ‫الوجه الديني مباشرة‬       ‫البرية والجرمان البحرية‪،‬‬                      ‫بين المادية الشيوعية‬
 ‫للسياسات الأمريكية مع‬            ‫باعتبار روسيا ممثل‬
  ‫«الاتفاقيات الإبراهيمية»‬      ‫الجرمان البرية وأمريكا‬                 ‫والمثالية الرأسمالية (ورثة‬
     ‫وصفقة القرن‪ ،‬وهو‬         ‫ممثل الجرمان البحرية(‪.)1‬‬
     ‫ما تأكد عندما صعد‬
  ‫الديمقراطي بايدن لسدة‬
   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255