Page 251 - merit 43- july 2022

‫‪249‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫أنطوني جدنز‬ ‫أليكسندر إيفانوف‬ ‫ألكسندر دوجين‬ ‫الحكم‪ ،‬ليؤكد على تفجر‬
‫تناقضات المسألة الأوروبية‬
‫النقدي الذي يقوم على‬ ‫تمثله الصين لأنها تنتصر‬ ‫والذهنية الجرمانية‪ ،‬عندما‬
‫دراسة الأنماط التاريخية‬ ‫للمسألة الأوروبية القديمة‬
‫وتتبعها لرصد حضورها‬ ‫في الماركسية والجديدة مع‬ ‫قام بعقد اتفاقية أوكوس‬
‫الأوراسية الجديدة‪ ،‬وإنما‬ ‫البحرية بين أبرز قبائل‬
‫المعاصر وبهدف وضع‬ ‫الجرمان الغربيين القدامي‬
‫تصور لنمط مستقبلي‬ ‫ذلك البديل هو المفصلية‬ ‫التي تتمثل في قبائل الأنجلو‬
‫جديد يستشرف مستقبل‬ ‫الثقافية العربية الكامنة التي‬ ‫الساكس‪ ،‬في اتفاقية ضمت‬
‫الإنسانية ويسعى لرفده‬ ‫بريطانيا وأمريكا وأستراليا‪.‬‬
‫صاحبت الثورات العربية‬ ‫ليبدو أن ما يحدث ليس‬
‫قدر الإمكان‪.‬‬ ‫وخرجت بشعارات تتجاوز‬
‫وقد انقسمت الدراسة‬ ‫استعادة لحالة التعدد‬
‫إلى أربعة مباحث رئيسية‬ ‫اليمين واليسار العربيين‪،‬‬ ‫القطبي فقط كما تقول‬
‫وتعتبر الدراسة أن تبني‬ ‫معظم التحليلات السياسية‬
‫هي أو ًل‪ :‬الأوراسية‬ ‫البلدان العربية وتحولها‬ ‫العالمية‪ ،‬بل إن ما يحدث‬
‫والجرمانية والمسألة‬ ‫الطوعي لاختيارات الشعوب‬ ‫هو إعادة إنتاج لـ»المسألة‬
‫الأوروبية» والنظرية‬
‫الأوروبية‪ ،‬وشمل‪:‬‬ ‫العربية وثوراتها هو‬ ‫المطلقة والصراع الصفري‬
‫الجغرافيا والجرمان‬ ‫بديل لم تفت فرصته بعد‪،‬‬ ‫في شكل جديد‪ ،‬ليس بين‬
‫قناعي الرأسمالية الغربية‬
‫البرية في مواجهة‬ ‫وذلك بعي ًدا عن توظيف‬ ‫ورثة هيجل وبين الشيوعية‬
‫الجرمان البحرية‪ ،‬حضور‬ ‫الاستقطابات السياسية بين‬ ‫الشرقية ورثة ماركس‪ ،‬إنما‬
‫اتخذ الأمر شك ًل هوياتيًّا‬
‫الجرمانية في السردية‬ ‫اليمين واليسار العربيين‬ ‫أكثر وضو ًحا بين الشرق‬
‫الروسية التاريخية‪ .‬ثانيًا‪:‬‬ ‫كما حدث لتشويه حلم‬ ‫والغرب الجرمانيين‪ ،‬وهو‬
‫ثنائيات إعادة إنتاج المسألة‬ ‫الشعوب بالتغيير‪.‬‬ ‫الصراع بين الجرمان البرية‬
‫هذا وقد اتبعت الدراسة‬ ‫الروس وحلفائهم وبين‬
‫مع الأوراسية الجديدة‪،‬‬ ‫منهج التحليل الثقافي‬ ‫الجرمان البحرية الأمريكان‬
‫وشمل‪ :‬ثنائية الطريق‬
‫وحلفائهم‪.‬‬
‫ومن ثم فإن هذه الدراسة‬

‫تخالف كل التحليلات‬
‫العالمية‪ ،‬وتعتبر أن «المسألة‬

‫الأوروبية» مستمرة‬
‫باستمرار صراعها على‬
‫امتلاك «النظرية المطلقة»‬

‫الذي تربطه بالذهنية‬
‫الجرمانية‪ ،‬وترى الدراسة‬

‫أن هناك بدي ًل ثقافيًّا‬
‫وحي ًدا لها ظهر في القرن‬

‫الحادي والعشرين‪ ،‬لا‬