Page 272 - merit 43- july 2022
P. 272
الخارجية الجديدة التي العـدد 43 270
تعتمد «الطريق الرابع»
والمجال الحيوي الجغرافي يوليو ٢٠٢2 ضغوط على اقتصاديات
السياسي لروسيا الكبرى العالم وأسعار الطاقة
المعروف بـ»الأوراسية» ديميتري بوليانسكي ،قبيل
لحظات من بدء جلسة وإمدادت الحبوب والغذاء.
و»الجرمان البرية»؛ ففي سوريا وتفجر
سوى الذات العربية مشاورات مغلقة لمجلس
لتعيد تمركزها من الأمن الدولي حول تطورات تناقضات الثورة هناك؛
خلاله ،والأزمة أن الذات الأوضاع في السودان(.)34 تبنت روسيا موقف
العربية في نطاق «المسألة
الأوروبية» الجديدة أما الملف الأبرز والذي النظام السوري القديم
وإعادة إنتاج تناقضاتها شهد تدخ ًل روسيًّا قو ًّيا وتبنت تفجير التناقضات
بين طرفي «الذهنية وعادت لمرحلة الكولونيالية
الجرمانية»؛ ليست سوى وسري ًعا فهو ملف سد
مجرد «مجال حيوي النهضة ،فمشكلة هذا المباشرة والوجود
فارغ» للصراع بين قوى النموذج المعرفي لصعود العسكري المباشر في
الأوراسية /البر التي روسيا مجد ًدا وإعادة إنتاج سوريا ،في مواجهة أمريكا
تشمل روسيا وحلفائها «المسألة الأوروبية» من حيث خلق كل منهما
الحضاريين والدينيين من خلال تناقضات جديدة تناقضات تدعم روايته
جانب ،ومن جانب آخر و»ثنائيات حدية» جديدة وسرديته للأحداث هناك،
قوى الأطلسي /البحر بين الشرق والغرب، من خلال شبكة تحالفات
التي تضم أمريكا والغرب. أنها ستأتي على حساب إقليمية ودولية ،ولم ينتصر
وتكمن أزمة الذات العربية الذات العربية في الظاهر أحد للشعب السوري ذاته
الكبرى والمركزية في وفي الكامن ،ففي الكامن الذي يدفع ثمن مطالبته
حضور المسافة الواسعة سيكون التنافس بين
بين مشروع الثورات المفصلية الثقافية العربية بالحرية والتغيير.
العربية من جهة ،وبين التي خرجت مع الثورات وهو ما تكرر في أزمة
«دولة ما بعد الاستقلال» العربية لتجاوز المسألة الثورة السودانية وإزاحة
عن الاحتلال الأجنبي الأوروبية ومتلازماتها المكون العسكري للمكون
بقلبها العسكري ومعها الثقافية ،التي بالطبع المدني في أكتوبر ،2021
الانظمة الملكية العربية تعد الأوراسية الجديدة وميل الأوراسية الروسية
من جهة أخرى ،فمعسكر مشرو ًعا مضا ًّدا لها الجديدة للجانب العسكري
الثورات العربية الشعبية ويعتبرها مجرد هامش بوضوح ،حيث «اعتبرت
يملك طمو ًحا لاستعادة وموضوع للتمدد الجغرافي روسيا ،الثلاثاء [27
الذات العربية وتجاوز أكتوبر ،]2021أن ما جرى
«المسألة الأوروبية» ليس إلا. في السودان قبل يوم:
لكن الأشد خطورة أنه قد يكون انتقا ًل للسلطة
القديمة والجديدة وليس انقلا ًبا عسكر ًّيا،
وتمثلاتها السياسية على المستوى الظاهر متهمة الرافضين لسيطرة
العربية يمينًا ويسا ًرا، ومسرح الصراع على الجيش علي مقاليد السلطة
النفوذ والحضور العالمي في الخرطوم بـ :ارتكاب
بين الجرمانية الشرقية أعمال عنف ..جاء ذلك في
والجرمانية الغربية ،أن تصريحات أدلى بها نائب
ذلك الصراع على النفوذ المندوب الروسي الدائم
سيكون على حساب الذات لدى الأمم المتحدة السفير،
العربية ،ففي واقع الأمر
لم تجد روسيا وسياساتها