Page 51 - merit 43- july 2022
P. 51
ألعاب السياسة والوعي العربي المتفرج.. رؤية من قريب 4 9 واستطعت أن أكسب هذا مرحلة باكرة من
من وحي الحرب الروسية الزميل كصديق بد ًل من أن حياتي الدراسية،
في د.ماهر نظل كطرفين في صراع أو
عبد المحسن كمتنافسين في مباراة ،غير الثانوية العامة،
توزعت مراهقتي الفكرية
أن الشيء الذي لاحظته، بين مكتبة المدرسة ومكتبة
وظل محفو ًرا في وجداني الحي العامة ،وكنت أزهو
حتى هذه اللحظات ،بالرغم وقتها بآرائي التي حصلتها
من مرور أكثر من ثلاثين
من الكتب التي كنت
عا ًما ،هو أن صديقي أستعيرها دون رو َّية أو
الذي دعانا للمناظرة لم تمحيص كاف .وبالرغم
يكن له أي دور أو موقف من ذلك كان لد َّي صديق
في القضايا التي كانت يعجب بهذه الآراء ،ومن
مطروحة عدا كونه كان فرط إعجابه طلب مني أن
يتلذذ بالفرجة علينا أثناء أقوم بمناظرة مع زميل آخر
في فصل آخر .وأذكر أني
النزال الفكري حامي شعرت بالاضطراب عندما
الوطيس! علمت أن ذلك الزميل قارئ
نهم ولدية خلفية ثقافية
وتكرر الشيء نفسه مع كبيرة ،لكني ،بالرغم من
أطراف أخرى في مباريات ذلك ،لم أستطع التراجع عن
المناظرة ،حتى لا أبدو أمام
الكرة وتنس الطاولة صديقي ضعي ًفا أو متخاذ ًل.
والشطرنج .والحقيقة أن
هذا الصديق لم يكن حالة والحقيقة أني شعرت
فردية خاصة ،لأنه كان بالضعف فع ًل أثناء المناظرة
يعكس حالة عقلية عامة
تميل إلي الفرجة أكثر من حتى أني كنت أحاول أن
التفكير ،ويمكنك أن تشهد أستميل هذا الزميل في
منطق «الفرجة» هذا في صفي بحيث لا يبدو الأمر
الكثير من مناحي حياتنا وكأنه مباراة يفوز فيها
السياسية والاجتماعية ،بل
وتتجلي في حياتنا اليومية طرف ويخسر طرف آخر.
التي فقد فيها الناس روح وأذكر أن السبب في موقفي
المبادرة أو المشاركة. أن منافسي في اللقاء كان
ويرجع الأمر ،في شق كبير متسل ًحا بثقافة دينية وكانت
منه ،إلى مباريات الكرة ثقافتي عامة ،ومعظم
التي رسخت ثقافة الفرجة المناظرة كان يدور حول
أمور ومسائل تخص الدين
والتشجيع“ .فالتشجيع أكثر من الأدب والفلسفة
الرياضي ،خاصة في والفن الذين كنت أقرأ فيهم
مباريات الكرة ،إنما يكشف طوال الوقت.
عن نوع من العجز لدى ومضت الأمور كما أردت
المشجع .وهو من منطلق