Page 56 - merit 43- july 2022
P. 56

‫العـدد ‪43‬‬           ‫‪54‬‬

                                                         ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬  ‫من المقدمة نفسها‪« :‬وألعاب‬
                                                                     ‫السيرك يغطى بها اللاعبون‬
    ‫والمعلومات التى تحدد‬        ‫الشروط الفعلية للحياة‬                ‫ألعا ًبا أخرى‪ ،‬تمثيلية وراءها‬
    ‫معتقداتنا ومواقفنا‪ ،‬بل‬      ‫القائمة أو أن يرفضها‪،‬‬                ‫تمثيلية‪ ،‬ووراء الكل مصالح‬
‫وتحدد سلوكنا في النهاية»‪.‬‬
‫والوسائل التي يستخدمها‬              ‫سواء على المستوى‬                      ‫لناس أقوياء»‪( .‬ص‪)٨‬‬
 ‫المتلاعبون بالعقول عديدة‬     ‫الشخصي أو الاجتماعي‪،‬‬                         ‫وواضح أن مصطفى‬
    ‫بحيث تشمل الصحف‬                                                      ‫محمود يستخدم المجاز‬
‫والمجلات ومحطات الإذاعة‬          ‫ليست في الواقع سوى‬
                              ‫أفكار مم َّوهة أو مضللة»‪.‬‬                       ‫للتعبير عن ألعاب‬
      ‫والتليفزيون‪ ،‬ويمكن‬       ‫(المتلاعبون بالعقول‪ ،‬ت‪:‬‬                  ‫السياسة‪ ،‬فالألعاب التي‬
   ‫أن نضيف إليها وسائل‬       ‫عبد السلام رضوان‪ ،‬عالم‬                     ‫يستحضرها للكشف عن‬
 ‫التواصل الاجتماعي‪ ،‬التي‬                                              ‫الحيل السياسية هي ألعاب‬
  ‫لم تكن موجودة في زمن‬           ‫المعرفة‪ ،١٩٩٩ ،‬ص‪)٤‬‬                      ‫السيرك‪ ،‬لأن فيها إثارة‬
                                  ‫ويضع شيللر أجهزة‬                   ‫وفيها إبهار وفيها تأثير على‬
        ‫نشر كتاب شيللر‪.‬‬      ‫الإعلام الأمريكية كنموذج‬                  ‫المتفرجين‪ ،‬وتحدي ًدا تشير‬
  ‫وبنحو ما ج َّسد محفوظ‬      ‫للتلاعب بالعقول‪ ،‬ويكشف‬                    ‫الكلمات إلى ألعاب الحواة‪،‬‬
                              ‫عن الآليات التي تعمل بها‬                   ‫لأنها تعتمد على الإيهام‬
        ‫الحالة الاجتماعية‬       ‫هذه الأجهزة‪ ،‬فإذا كان‬                    ‫بغير الحقيقة عن طريق‬
    ‫والاقتصادية والثقافية‬   ‫مديرو أجهزة الإعلام حواة‬                   ‫إظهار شيء وإخفاء شيء‬
   ‫التي تساعد في إخضاع‬         ‫ولاعبي سيرك‪ ،‬بنحو ما‬
                             ‫وصفهم مصطفى محمود‪،‬‬                                     ‫آخر مغاير‪.‬‬
     ‫الشعوب للوهم الذي‬      ‫فإن شيللر يعمل على فضح‬                     ‫ويعبّر هربرت شيللر عن‬
    ‫تصدره الآلة الإعلامية‬      ‫حيلهم وألاعيبهم‪ ،‬فيقول‬                   ‫المعني نفسه تحت مقولة‬
  ‫المضللة يذهب شيللر إلى‬       ‫في الموضع نفسه‪« :‬يقوم‬
  ‫أن تقسيم المجتمعات إلى‬          ‫مديرو أجهزة الإعلام‬                      ‫«التضليل» قائ ًل‪« :‬إن‬
                                ‫في أمريكا بوضع أسس‬                    ‫الأفكار التي تنحو عن عمد‬
     ‫طبقات غنية وطبقات‬            ‫عملية تداول «الصور‬                  ‫إلى استحداث معنى زائف‪،‬‬
    ‫فقيرة‪ ،‬والعمل من قبل‬    ‫والمعلومات»‪ .‬ويشرفون على‬                 ‫وإلى إنتاج وعي لا يستطيع‬
    ‫السلطات الحاكمة على‬     ‫معالجتها وتنقيحها وإحكام‬
     ‫إبقاء هذا التقسيم كما‬  ‫السيطرة عليها‪ ،‬تلك الصور‬                        ‫أن يستوعب بإرادته‬
 ‫هو عليه‪ ،‬باعتباره ظاهرة‬
   ‫طبيعية‪ ،‬دون تغيير عبر‬
  ‫سنوات طويلة‪،‬‬
    ‫هو ما يجعل‬
‫الطبقات الفقيرة‪،‬‬
  ‫المقهورة‪ ،‬تفقد‬
     ‫حماسها في‬
 ‫التغيير‪ ،‬وتسلم‬
    ‫بالقهر كأمر‬

          ‫واقع‪.‬‬
     ‫وهنا ينبغي‬
   ‫أن نلاحظ أن‬
 ‫فكرة اللعب لها‬
  ‫جانبان‪ ،‬يرتبط‬
   ‫الأول بالأداء‪،‬‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61