Page 52 - merit 43- july 2022
P. 52

‫موقفنا كعرب‪ ،‬أجاب بأن‬                                        ‫العـدد ‪43‬‬                              ‫‪50‬‬
 ‫الموضوع أكبر منَّا‪ ،‬وحت ًما‬
  ‫ستحسمه الدول الكبرى‪،‬‬                                                           ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬     ‫هذا الشعور‪ ،‬الذى يكون‬
 ‫لكنه على أي الأحوال يجد‬                                                                         ‫في اللاوعي غالبًا‪ ،‬يطلق‬
  ‫متعة في متابعة الأحداث!‬       ‫تضمن له الصعود بشكل‬                                            ‫صيحاته‪ ،‬وينبري للدفاع‬
                               ‫أصلي وتضمن لنا الصعود‬
     ‫والسؤال الذي يطرح‬                                                                            ‫باستماته عن مصالح‬
‫نفسه‪ ،‬وسنحاول أن نجيب‬                 ‫أي ًضا لكن بالتبعية!‬                                         ‫وأشخاص لا تمت له‬
                                  ‫والظاهرة التي تستحق‬                                         ‫بصلة مباشرة أو حقيقية‪.‬‬
  ‫عنه في هذا المقال هو‪ :‬إلى‬                                                                    ‫فالكرة‪ ،‬مثل الدين‪ ،‬ينحاز‬
 ‫أي مدى يمكن أن نتعامل‬              ‫التأمل هي أن الفرجة‬                                      ‫إليها الإنسان بالوراثة أو ًل‪،‬‬
                                   ‫والتشجيع يؤديان إلى‬                                         ‫ثم بالحجة والاقتناع بعد‬
     ‫مع الأمور السياسية‬       ‫الانحياز‪ ،‬ومن ثم الانقسام‪،‬‬                                        ‫ذلك‪ .‬وفى هذا السياق‪ ،‬لا‬
  ‫كما نتعامل مع الألعاب؟‬            ‫فيحدث كثي ًرا أن نجد‬                                       ‫يمكنك أن تعثر على سبب‬
                               ‫أنفسنا كأحد طرفي صراع‬                                             ‫وجيه لانحياز مشجعي‬
       ‫وإلى أي مدى يمكن‬        ‫في قضية لا تعنينا أو‪ ،‬على‬                                       ‫الكرة إلى نا ٍد كرو ٍّي دون‬
 ‫لاستراتيجية «الفرجة» أن‬      ‫الأقل‪ ،‬لا نملك القول الفصل‬                                     ‫آخر‪ .‬ومهما قيل عن مناقب‬
                                  ‫فيها‪ .‬وهنا لا نحاول أن‬                                        ‫الفريق الذى يلعب باسم‬
   ‫تساعد في فهم الأحداث‬         ‫نتخلى عن موقفنا ونرصد‬                                        ‫هذا النادي‪ ،‬فلن يكون الأمر‬
  ‫والتأثير فيها؟ وقبل هذا‬     ‫الأمر بعقلانية وموضوعية‬                                         ‫مقن ًعا‪ ،‬لأن آراء المشجعين‬
 ‫وذاك ينبغي أن نجيب عن‬              ‫أكثر‪ ،‬وإنما نصر على‬                                          ‫كلها تنبني على العاطفة‬
‫السؤال التالي‪ :‬كيف تش َّكل‬     ‫التمسك بمواقفنا‪ ،‬التي هي‬                                       ‫والانفعال‪ ،‬ولا مجال فيها‬
                               ‫في الغالب لا تجاوز الحرب‬                                         ‫للعقل أو المنطق»‪( .‬انظر‬
     ‫العقل العربي على هذا‬        ‫الكلامية التي لا تقدم أو‬                                      ‫مقالنا «فلسفة التشجيع‪..‬‬
   ‫النحو بحيث صار يميل‬          ‫تؤخر‪ ،‬وإنما تشعرك فقط‬                                          ‫فلسفة العجز عن الفعل»‪،‬‬
‫للفرجة أكثر من المشاركة؟‬        ‫بحضور زائف‪ ،‬ناجم عن‬                                             ‫المنشور بصحيفة المثقف‬
                              ‫انتصارات وهمية لم تحققها‬
   ‫الوعي العربي‬                     ‫بنفسك‪ ،‬ولكن بأقدام‬                                                     ‫الإلكترونية)‬
      ‫المتفرج‬                   ‫الآخرين أو أسلحتهم‪ ،‬في‬                                           ‫ويتضح الأمر بصورة‬
                                 ‫المباريات أو في الحروب!‬                                       ‫أوضح في مباريات كأس‬
     ‫إذا أردنا أن نقف على‬      ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬سألني‬
      ‫الأسباب التي جعلت‬            ‫زميل في العمل‪ ،‬خلال‬                                              ‫العالم‪ ،‬فعندما نعجز‬
   ‫الوعي العربي‪ ،‬الجمعي‬        ‫الأيام الماضية‪ ،‬عن موقفي‬                                         ‫عن المشاركة في البطولة‬
 ‫بخاصة‪ ،‬يميل إلى الفرجة‬                                                                          ‫ونخرج من التصفيات‪،‬‬
 ‫إزاء الأحداث الكبيرة التي‬           ‫من الحرب الروسية‬                                         ‫نقوم بالانحياز والتشجيع‬
    ‫تمس حياته الحاضرة‬          ‫الأوكرانية‪ ،‬ولشد ما كانت‬                                          ‫لفرق أخرى أكثر قدرة‬
‫ومستقبله القادم‪ ،‬فلن نجد‬      ‫دهشته عندما ذكرت له أني‬                                         ‫على الفعل وتحقيق النصر‬
 ‫أنسب من الأعمال الأدبية‬        ‫متابع غير جيد للأحداث‪،‬‬                                          ‫الحقيقي‪ ،‬كما يتضح في‬
    ‫التي قامت بتحليل هذا‬                                                                       ‫حالة وصولنا إلى البطولة‬
 ‫الوعي في سياق التحولات‬            ‫وأوضح لي أنها ليست‬                                          ‫واخفاقنا في التأهل للدور‬
    ‫الاجتماعية والسياسية‬         ‫مجرد حرب بين دولتين‬                                             ‫التالي بمجهودنا نتيجة‬
   ‫التي مرت بها الأوطان‪.‬‬       ‫وإنما هي صراع دولي بين‬                                            ‫لضعف نتائجنا‪ ،‬فنقوم‬
   ‫وفي هذا السياق حرص‬            ‫تكتلات سياسة تحكمها‬                                         ‫بتشجيع الفريق الذي يمكنه‬
‫نجيب محفوظ‪ ،‬في أكثر من‬           ‫مصالح كبري متعارضة‬                                             ‫أن يحقق نتيجة إيجابية‬
 ‫رواية‪ ،‬على أن يجسد هذا‬           ‫من شأنها أن تؤثر على‬
                                ‫العالم كله خلال السنوات‬
                               ‫القادمة‪ .‬وعندما سألته عن‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57