Page 58 - merit 43- july 2022
P. 58

‫جرج كاشمان‬                   ‫السؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬هو‪ :‬إلى‬
                             ‫أي مدى يمكن أن نتعامل مع الأمور‬
                             ‫السياسية كما نتعامل مع الألعاب؟‬

                                ‫وإلى أي مدى يمكن لاستراتيجية‬
                                     ‫"الفرجة" أن تساعد في فهم‬

                               ‫الأحداث والتأثير فيها؟ وقبل هذا‬
                              ‫وذاك ينبغي أن نجيب عن السؤال‬
                              ‫التالي‪ :‬كيف تش َّكل العقل العربي‬

                                 ‫على هذا النحو بحيث صار يميل‬
                                      ‫للفرجة أكثر من المشاركة؟‬

   ‫قامت هذه الحرب الآن؟‬      ‫الأحداث الجارية‪ ،‬ولا يبقي‬          ‫ميديا في تأثير الوعي‬
  ‫ماهي تبعاتها؟ ما موقف‬       ‫سوى أن يدرب نفسه على‬           ‫الجمعي المتأمل للأحداث‬
                             ‫التعامل مع المعلومات الغفل‬
              ‫العالم منها؟‬   ‫التي يحصل عليها بالرصد‬           ‫على قرارات الحكام‪ ،‬أو‬
  ‫والأسئلة ُطرحت بالفعل‪،‬‬                                    ‫على الأقل لفت نظرهم إلى‬
                                ‫والمقارنة والتحليل‪ ،‬وأن‬   ‫اتجاه ما بعينه‪ .‬فمهما كانت‬
       ‫وتباينت الإجابات‪،‬‬      ‫يتعامل مع المواد التحليلية‬    ‫قوة اللاعبين الفاعلين في‬
‫فالتهديد الأوروبي لروسيا‬
                                  ‫بعقلية نقدية تأويلية‪.‬‬        ‫المشهد‪ ،‬دول كبرى أو‬
    ‫من جهة أوكرانيا كان‬       ‫وربما تبدو المسألة صعبة‬     ‫حكام محليين‪ ،‬فإن وسائل‬
   ‫التفسير الأبرز‪ ،‬غير أن‬                                 ‫التواصل الاجتماعي صارت‬
   ‫أحلام بوتين باستعادة‬          ‫ومعقدة‪ ،‬غير أن طبيعة‬       ‫أداة ذات تأثير لا ُيستهان‬
 ‫أمجاد الاتحاد السوفييتي‬       ‫العصر الذي نعيشه‪ ،‬وما‬       ‫به‪ ،‬خاصة إذا أجاد الأفراد‬
  ‫كقوة عظمى كان تفسي ًرا‬
‫له وجاهته‪ ،‬خاصة بالنسبة‬           ‫يمتاز به من وفرة في‬         ‫مجاراة أصحاب القرار‬
  ‫لهؤلاء الذين توقفوا عند‬     ‫المعلومات ووجهات النظر‬        ‫في اللعب من خلال قراءة‬
 ‫عبارته «لا يمكن أن يوجد‬
                                  ‫المتباينة تجعل المسألة‬       ‫المشهد جي ًدا وتوظيف‬
      ‫العالم بغير روسيا»‪،‬‬      ‫برمتها ليست ببعيدة عن‬      ‫مصادر المعلومات المتعددة‪:‬‬
 ‫وفسروها على أنها تهديد‬
  ‫باستخدام القوة النووية‪،‬‬        ‫متناول الرجل العادي‪.‬‬            ‫(أخبار‪ ،‬تصريحات‪،‬‬
  ‫لأنها‪ ،‬في التحليل الأخير‪،‬‬     ‫فقط ينبغي أن نتعلم فن‬         ‫مقالات‪ ،‬مقاطع فيديو)‪.‬‬
‫عبارة تصف موقف بوتين‬            ‫التساؤل‪ ،‬وأن نجتهد في‬
‫بأنه موقف وجودي يرهن‬           ‫البحث عن الإجابة‪ .‬وأول‬          ‫والواقع الذي لا يمكن‬
  ‫وجود العالم كله بوجود‬                                     ‫إغفاله أن المواطن العادي‬
‫روسيا‪ ،‬أو أنه يضع العالم‬           ‫هذه التساؤلات‪ ،‬على‬       ‫يمكنه‪ ،‬من خلال الموبايل‪،‬‬
 ‫كله في كفة ويضع روسيا‬           ‫سبيل المثال‪ ،‬التي كان‬
                              ‫ينبغي طرحها إزاء الحرب‬           ‫الوصول إلى حد أدني‬
                               ‫الروسية الأوكرانية‪ :‬لماذا‬     ‫مرتفع من المعلومات عن‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63